ما بعد 2035: الذكاء الاصطناعي القوي يلوح في الأفق… وروسيا مهددة بخسارة موقعها

ما بعد 2035: الذكاء الاصطناعي القوي يلوح في الأفق… وروسيا مهددة بخسارة موقعها

■ وحدة  “رهان  المستقبل”

الجزائر الآن – في عالم يتسارع فيه الزمن التكنولوجي أكثر من الزمن السياسي، بدأ الحديث يتكثّف حول نقطة التحوّل الكبرى التي قد تغيّر مصير البشرية: ظهور الذكاء الاصطناعي القوي.

هذه المرة، لا يدور الحديث عن روبوتات محادثة أو تطبيقات ذكية، بل عن أنظمة تملك قدرة عامة على التفكير، تتعلم من تلقاء نفسها، وتعيد ابتكار منطقها الخاص، بشكل يحاكي العقل البشري بل وقد يتجاوزه.

خبير صربي: أنظمة الذكاء الاصطناعي القوي قادمة… والعالم سيتغير جذريًا

من منصة منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي 2025، أطلق العالم الصربي نيبويشا باتشانين، نائب رئيس جامعة “سينغيدونوم” في بلغراد، تصريحًا لافتًا:

■ “العالم سيشهد أول أنظمة ذكاء اصطناعي قوي بعد عام 2035.

لكنه لم يكتف بالتنبؤ، بل وجّه دعوة صريحة إلى موسكو: “على روسيا أن تتصدر هذا السباق أو تخسر موقعها في المستقبل”.

■من محاكاة الدماغ إلى فهم البلازما: أين سيُستخدم الذكاء الاصطناعي القوي أولًا؟

الذكاء الاصطناعي الذي نعرفه اليوم محدود. ينجز مهام محددة، في مجالات ضيقة. لكن الذكاء الاصطناعي القوي — الذي لا يزال قيد التنظير — سيكون مختلفًا: يفكر، يستنتج، يبتكر، وربما يعي وجوده.

أوضح باتشانين أن هذه التكنولوجيا ستكون حاسمة في تطوير مفاعلات الاندماج النووي الحراري، حيث يمكنها دراسة سلوك البلازما داخل المفاعل، وفهم بؤر عدم الاستقرار التي تعيق الحفاظ على التفاعل.

مفاعلات الاندماج النووي: حين يصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا من قلب الشمس

الاندماج النووي الحراري، الذي يحاكي آلية توليد الطاقة في الشمس، يمثل أحد أكبر رهانات البشرية على الطاقة النظيفة والدائمة.
لكن التعامل مع البلازما عالية الحرارة والمعقدة يجعل من التحكم في هذا التفاعل تحديًا علميًا هائلًا.

وهنا تتدخل أنظمة الذكاء الاصطناعي القوي، بقدرتها على التحليل والتكيّف واتخاذ القرار في الزمن الحقيقي، ما يمنح العلماء أداة جديدة لفك شيفرة هذا “النار الباردة”.

■  روسيا في واجهة السباق: العلم كأداة للنفوذ الجيوسياسي

تصريحات باتشانين تحمل خلفية جيوسياسية واضحة: “من يتأخر في تبني الذكاء الاصطناعي القوي، سيتأخر عن ركب السيادة التكنولوجية”.

في ظل التنافس المحموم بين الصين والولايات المتحدة، تحاول روسيا إثبات نفسها كقوة علمية مستقلة، وتعتبر هذا النوع من الذكاء الاصطناعي أداة استراتيجية لتعزيز استقلالها في مجالات الطاقة، الأمن، والدفاع.

■ الذكاء الاصطناعي القوي… هل يهدد السيطرة البشرية على التقدم؟

يشير العديد من الباحثين إلى أن ظهور الذكاء الاصطناعي القوي قد يكون لحظة “تفرد تكنولوجي” — أي لحظة تفوق غير قابل للعودة، يصبح فيها التقدم العلمي أسرع من قدرة البشر على استيعابه أو توجيهه.

وهذا يطرح أسئلة وجودية:
هل ستكون هذه الأنظمة أداة تحرير للبشرية من القيود؟ أم بداية لفقدان السيطرة على ما اخترعناه؟

للمشاركة والمساهمة في النقاش حول مستقبل الذكاء الاصطناعي، تابعوا تغطيتنا المستمرة ضمن ملف “رهان المستقبل” عبر صحيفة الجزائر الآن الالكترونية.

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار