وزير الثقافة الموريتاني الأسبق: لا وهم أكبر من “مغربية موريتانيا”

وزير الثقافة الموريتاني الأسبق: لا وهم أكبر من “مغربية موريتانيا”

الجزائرالٱن _ خصّ وزير الثقافة الموريتاني الأسبق والرئيس السابق للحزب الحاكم في موريتانيا، سيدي محمد ولد محم، الرأي العام بتوضيحات جديدة حول ما وصفه بـ«الوهم التاريخي» المرتبط بادعاء بعض النخب المغربية أن موريتانيا كانت يومًا جزءًا من الأراضي المغربية.

■ تاريخ لا يحتمل المزايدات

في مستهل مقاله، أكد ولد محم أن النقاش حول التاريخ يختلف كليًا عن النقاش السياسي، إذ لا يقبل التأويلات ولا الروايات المنحازة، بل يحتاج إلى أدلة قاطعة ووثائق موضوعية. وقال إن «الكذبة» التي تروجها بعض الأوساط المغربية عن «مغربية موريتانيا» تحوّلت مع مرور الزمن إلى أسطورة يصدقها البعض بلا سند.

■ بلاد شنقيط خارج سلطة السلاطين

وأوضح ولد محم أن بلاد شنقيط، أو ما يُعرف تاريخيًا ببلاد التكرور أو الملثمين أو السيبة، لم تكن خاضعة يومًا لأي سلطان مغربي. واستعرض أدلة عملية بقوله: “لم يسبق لأهل هذه الأرض أن قدموا بيعةً لسلطان مغربي، أو خُطب باسمه على منابرهم، أو جُبيت منهم زكاة أو ضرائب لصالحه، ولا حكمهم قاضٍ باسمه، ولا أنشأ لهم حاكم مغربي بئرًا أو سورًا، ولم يدافع عنهم في وجه أي غزو خارجي”

■ الغزو الوحيد.. زواج سياسي

وتابع الوزير الموريتاني الأسبق بأن بعض المؤرخين المغاربة يستدلّون بحملة السلطان إسماعيل على صحراء سوس سنة 1089هـ، موضحًا أن هذه الحملة لم تسفر سوى عن زواج السلطان من الأميرة البركنية خناثة بنت بكار، دون أن توجد أي بيعة سياسية موثّقة أو خضوع حقيقي. وأضاف: “كانت العلاقة بين الطرفين قائمة على الندّية والمصلحة لا أكثر”

■ صنهاجة التمرّد لا صنهاجة التبعية

وتناول ولد محم تاريخ قبائل صنهاجة، مشيرًا إلى أن علاقتها بالسلطان المغربي كانت مليئة بالصدامات والتمرّد، خصوصًا شمال وادي نون، فكيف بصنهاجة الجنوب التي ظلت على الدوام خارج النفوذ المغربي.

■ كيانات موريتانيا شاهدة على استقلالها

واستعرض الوزير الأسبق سلسلة الكيانات السياسية والحضارية التي نشأت على أرض موريتانيا، مثل ممالك غانا، ومدن كمبي صالح وولاتة، ودولة المرابطين التي امتد حكمها ليشمل المغرب والأندلس، فضلًا عن دولة الأئمة والإمارات المغفرية والصنهاجية التي تركت بصمتها في التراث والثقافة والهوية.

■ الاستعمار الفرنسي: دليل آخر

واعتبر سيدي محمد ولد محم أن دخول الفرنسيين للأرض الموريتانية واحتلالها طيلة ستة عقود كشف زيف الادعاءات، إذ لم يعتبر المغرب يومها أن موريتانيا جزء من أراضيه ولم يدعُ لتحريرها، وحتى معاهدة الحماية لعام 1912 التي خضعت بموجبها المملكة المغربية للسيادة الفرنسية لم تتضمّن أي إشارة لموريتانيا أصلًا، إذ اقتصرت حدود السيادة المغربية حينها من طنجة إلى إيفني فقط.

■ علاقات أخوّة بلا سيادة

واختتم الوزير الموريتاني الأسبق مقاله بالتأكيد أن هذا الواقع التاريخي غير قابل للمزايدة، مشددًا على أن الموريتانيين لم يتنكروا يومًا لتاريخهم ولا لجذورهم، قائلاً: “لو كنا يومًا أرضًا مغربية لما أنكرنا ذلك، بل كنا سنعتبره جزءًا من تاريخنا الذي نفخر به، كما نفخر بالأخوة والدين والدم والتبادل الذي ربطنا دائمًا بالمغاربة دون أن تكون بينهم وبين أرضنا أي سلطة أو سيادة”

وختم ولد محم قائلاً: “أنا هنا أتحدث عن التاريخ.. والتاريخ وحده”

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار