Image

بان كيمون: عندما وصفت الوجود المغربي بالصحراء الغربية بأنه احتلال لم أقل سوى الحقيقة

بان كيمون: عندما وصفت الوجود المغربي بالصحراء الغربية بأنه احتلال لم أقل سوى الحقيقة

كشف الأمين العام السابق للأمم المتحدة, بان كي مون, في كتابه الصادر مؤخرا تحت عنوان “مصمم: توحيد الأمم في عالم منقسم”, عند خلافه مع النظام المغربي انه وعلى إثر وصفه للصحراء الغربية بالأرض المحتلة, لم يقل سوى الحقيقة.

وتحدث بان كي مون, بإسهاب في هذه البيبليوغرافيا – الصادرة عن مطبعة جامعة كولومبيا – عن القضية الصحراوية وخلافه مع المغرب (في الصفحات من 67 الى 70 ) حيث أكد أنه منذ توليه منصبه, ظل المغرب يرفض رغبته الجامحة في زيارة الصحراء الغربية ولقاء بعثة المينورسو لتقديم شكره الشخصي للقائمين على حفظ السلام على جهودهم هناك, ومحاولة حل النزاع بين جبهة البوليساريو الصحراوية والمغرب.

وكشف أن المغرب ظل يحاول جره لكي يستقبل من قبل الملك في تلك المناطق, وهو ما كان يرفضه, وبالتالي لم يحصل إطلاقا على موعد مناسب للقيام بتلك الزيارة.

ومع قرب نهاية ولايته الثانية, وبشعور صريح بالإحباط, نجح بان كي مون في الذهاب إلى المنطقة وكان من أولوياته زيارة مخيمات اللاجئين الصحراويين الذين وجدهم يعيشون في ظروف قاسية, عرضة للحرارة الحارقة والعواصف الرملية الشديدة, ويعتمدون على المساعدات الإنسانية الأجنبية لتلبية جميع احتياجاتهم بما في ذلك الغذاء, وأكد إثرها أن ما وقف عليه جعله يتأثر كثيرا لما يعانيه اللاجئون الصحراويون من ظروف قاسية.

 لا يبدو أن هناك نهاية قريبة في الأفق

وفي خضم سرده للأحداث, ذكّر بان كي مون, بأن زيارته للمنطقة سنة 2016, جاءت بعد ثمانية عشر (18) عاما من زيارة كوفي عنان في عام 1998, معتبرا أن الحكومة المغربية انتظرت طويلا بين زياراتهما ل”تجنب الاهتمام الذي يصاحب رحلات الأمناء العامين للأمم المتحدة”.

وقام الأمين العام السابق للأمم المتحدة, في مؤلفه, بسرد تفاصيل زيارته لولاية السمارة وكيف اصطف عشرون ألف شخصا واقفين على جوانب الطريق حول موكبه, ليبلغوه غضبهم, مؤكدا أنه رأى وشعر بسخطهم المكبوت على الظروف التي أرغمتهم على أن يعيشوا في هذه المخيمات القاسية وكذلك غضبهم من فشل الأمم المتحدة في إنهاء النزاع.

وقال أنه تفاجأ وأحرج لرؤية هذا العدد الكبير من الشباب الغاضبين يحملون لافتات مثل “لا لأربعين عاما من الاحتلال” وسماعه لهتافات “الأمم المتحدة غير نزيهة”, وشرح كيف كان بعض المتظاهرين يندفع نحو السيارة التي كانت تقله ليوريه صورا لأجسام ملطخة بالدم.

وبناء على ما شاهده قال بان كي مون “لا يبدو أن هناك نهاية قريبة في الأفق”, حيث أن مئات الأطفال ولدوا في هذه المخيمات وسينشؤون هناك قبل أن يتسنى أخيرا إجراء الاستفتاء.

وأوضح أنه بالرغم من مشاعره وإرهاقه, توجه بان كي مون, مباشرة لتنشيط المؤتمر الصحفي الذي كان مقررا, وأجاب على سؤال أحد الصحفيين قائلا: “لقد شعرت بحزن عميق لرؤية هذا العدد الكبير من اللاجئين ولا سيما الشباب الذين ولدوا هناك, الأطفال الذين ولدوا في بداية هذا الاحتلال هم الآن في الأربعين أو الحادية والأربعين من العمر”.

وأكد أنه كان يعي جيدا وقع عبارة “الاحتلال” بالنسبة للمغرب, لكنه كان قد تأثر كثيرا بما عاشه بعد ظهر ذلك اليوم, وكان مفعما بالمشاعر لدرجة أنه تحدث دون رقابة, وأكد أنه في الواقع “لم يقل إلا الحقيقة”.

وفي استحضار للأحداث التي أعقبت تصريحه هذا, ذكر بان كي مون بأن الملك محمد السادس ندد به, وقرر طرد بعثة الأمم المتحدة من أجل الاستفتاء بالصحراء الغربية (المينورسو), مما أضعف قوتها وأوقف مساهمة المغرب في عمليات حفظ السلام المقدرة ب 3 ملايين دولار سنويا, ثم تم تجييش قرابة مليون مغربي للتظاهر في جميع المدن المغربية للتنديد به والمس من شخصه.

وما أثار استغرابه, على حد تعبيره, أنه وبعد عودته إلى نيويورك وبالضبط في 15 مارس, استقبل وزير الخارجية المغربي وقتها, صلاح الدين مزوار, والذي جاء “بكل وقاحة” ليأمره بالاعتذار لحكومته ولملكه, وهو ما رفضه بان كي مون, وأوضح له بأنه وخلال عقد من خدمته بالأمم المتحدة “لم ير أو يسمع بسلوك وقح كهذا وتصرف منحط من دولة عضو ضد الأمين العام للأمم المتحدة”.

وقد دفع هذا الأمر بان كي مون, حسبما أكده في مؤلفه, إلى إعطاء تعليماته إلى مكتبه الصحفي لإصدار بيان بلغة أشد, أعرب من خلاله عن اندهاشه من التصريحات التي أدلى بها المسؤولون المغاربة و”خيبة أمله وغضبه العميقين” إزاء المظاهرات التي استهدفته شخصيا, مشيرا إلى أن مثل هذه الهجمات هي ازدراء للأمين العام والأمم المتحدة.

وتعد الصحراء الغربية آخر مستعمرة في إفريقيا محتلة من طرف المغرب منذ عام 1975.

وقد تم إدراجها منذ 1963 في قائمة الأقاليم غير المستقلة وبالتالي تطبق عليها اللائحة 1514 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تتضمن إعلان منح الاستقلال للدول والشعوب المستعمرة.

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار