Image

رئيس الفاف .. الضحية والجلاد

رئيس الفاف .. الضحية والجلاد

الجزائرالآن _أخيرا سقط المنتخب الوطني، وهو سقوط كان منتظرا، فلا يوجد فريق لا يخسر، وهذا ما قاله بلماضي سابقا، عندما تحدث عن اليوم الذي سيخسر فيه المنتخب الوطني، ولكنّه شدد وقتها على أنّ المنتخب الذي سيفوز على الخضر سيعاني كثيرا، وهو ما حدث، فمن هزم رفاق محرز عانى كثيرا لتحقيق ذلك، ولكنّه بالمقابل لم يكن منتخب بلجيكا أو إسبانيا كما كنّا نعتقد، بل كان منتخب غينيا الاستوائية.

بعد الخسارة وقبل أي حساب أحيط بلماضي بسياج حديدي، كتب أمامه ممنوع الاقتراب، وبدأت الأصوات تتعالى بضرورة حماية المنتخب قبل شهرين من لقاء السد في تصفيات كأس العالم، ولكن نفس تلك الأصوات استلت الخناجر في وجه رئيس الفاف شرف الدين عمارة، ربما لأنّ الرجل هو الحلقة الأضعف، فهو أضعف من بلماضي وطاقمه الفني وأضعف من اللاعبين، فهو لم يساهم في النجاحات الكبيرة المحققة على مدى السنوات الثلاث الأخيرة، باستثناء التتويج العربي، كما أنّ الرجل ذهب إلى الكاميرون وكأنّه ذاهب للسياحة وليس ليكون سندا للمنتخب الوطني، فلا رأيناه مدعما ولا مواسيا ولا حتى معاتبا أو منتقدا، بل أكثر من ذلك فقد ظهر وكأنّه ممنوع من الاقتراب من المنتخب الوطني، ولهذا لا أعتقد أنّه يمتلك حتى الجرأة في أن يطلب من بلماضي تقريرا عن النتائج المخيبة للخضر في الكاميرون، كما يفعل أي رئيس مع مرؤوسيه، كل ذلك كان من الممكن تجاوزه، بل أنّ هناك من لم ينتبه لتلك الأحداث، ولكن ما لا يمكن تجاوزه هو مغادرة أغلبية اللاعبين لمدينة دوالا مباشرة بعد الخسارة أمام كوت ديفوار، صورة محرز وهو ينتقل من مكان إلى مكان داخل المطار يسأل هذا وذاك وعلامات التحسر بادية على وجهه، وكأنّه تائه في مكان لا يعرف فيه أحدا، وقبل ذلك نقلت لنا الكاميرات صور اللاعبين وهو يستقلّون سيارة النقل الجماعي قبل وصولهم إلى المطار دون أي مسؤول، هذه الصور حطّمت كل كبرياء المنتخب الوطني وربما أكثر مما فعل منتخب غينيا الاستوائية، لقد ظهر المنتخب بلا مسؤول.

فمن أضعف شرف الدين عمارة وأوصله إلى هذا الهوان؟

الأكيد أنّ شخصية الرجل سبب هذا الضعف، فإن كان اللاعبون غادروا دون موافقته أو دون علمه، فهذا معناه تمرد، وإن كانوا غادروا بعلمه فهذا يعني أنّه شخص غير مسؤول ولا يعرف قيمة المنصب الذي يشغله، ما حدث بعد الإقصاء لا يمكن أن يحدث حتى داخل نادٍ وليس داخل منتخب وطني، كما أننا لم نرَ هذا في أشد مراحل ضعف المنتخب الوطني، لا أعرف إن كان سي عمارة يطالع الصحافة الأجنبية ولا أقول المغربية والتونسية ليكتشف الصورة “البايخة” التي وضع فيها الخضر.

شرف الدين عمارة، لا أعتقد أنّ أي واحد من الوسط الرياضي كان يعرفه، قبل أن ينزل فجأة من السماء ويترأس فريق شباب بلوزداد، ورغم أنّ النادي العاصمي توج باللقب إلا أنّ أبناء العقيبة لم يكونوا راضين عنه، بدليل تهجماتهم عليه وتحطيم سيارته، وأمام هذا الكابوس الذي كان من المفروض أن يعيده إلى مهنته السابقة، وجدناه يتصدر المشهد الرياضي الجزائري بدخوله انتخابات الاتحاد الجزائري بعد أن تم تعويم القوانين حتى تكون على مقاسه ويصبح الرئيس 22 للفاف، ليجد نفسه في عالم به لقجع وأبوريدة والجريء وزامورا وموتسيبي والكونغولي فيرون موسينغو ورئيس لجنة التحكيم كوفي كوجيا، والغريب أن تواجد عمارة على رأس الكاف، فاجأ حتى الأفارقة، ومنهم الحاجي ضيوف الذي أبدى استغرابه من غياب زطشي الذي كان حسبه وراء إنجاز كأس إفريقيا بمصر.

لهذا فقبل الحديث عن تراجع مستوى اللاعبين وسوء أرضية ملعب جابوما يجب التوقف عند أعلى هرم في كرة القدم وهو رئيس الفاف الذي يعتبر أهم أسباب نكسة دوالا، ذلك لأنّه قبل بمهمة لا يصلح لها، فكان أن أهان نفسه وأهان المنتخب، ومن أجل أن يحافظ على شرفه عليه أن يقدّم استقالته على عجل، ويجوز حسب أصحاب الفتاوى أن يؤخرها إلى ما بعد لقاءي السد.

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار