Image

الافتتاحية..الرئيس تبون و ديبلوماسية المصداقية

الافتتاحية..الرئيس تبون و ديبلوماسية المصداقية

الجزائر الآن ـ لماذا الرئيس تبون نجح دون غيره وما أكثرهم في لم الإخوة الفلسطنيين ؟

أحرجني كثيرا هذا السؤال من المقربين بإعتباري آخر من إلتقى بسيادة الرئيس من الإعلاميين ومن المتابعين لمساره السياسي و من المؤمنيين به كشخصية فاعلة و صاعدة قبل الرئاسيات .السر البسيط الذي يبحث عنه الكثير وهو لماذا هو دون غيره نجح ؟

ومن أجل أن تكون الإجابة ذات فائدة وعامة أردتها أن تكون في شكل مقال على لسان صاحب السر هو نفسه ..أي من كلمات الرئيس .

أدركت منذ مدة أن طموحه الدبلوماسي أكثر بكثير مما حقق سابقا في العصر الذهبي ومما هو موجود لذلك تعمدت طرح السؤال على سيادته

خلال حواري الأخير مع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في اللقاء الدوري مع ممثلي وسائل الإعلام الوطنية سألت الرئيس سؤالا محددا وكان كالتالي : هل نملك سيادة الرئيس القدرة لتحقيق المصالحة الفلسطينية؟ فكانت إجابة الرئيس بكل عفوية وصدق ” نمتلك أكثر من القدرة نمتلك المصداقية” .

تذكرت إجابة الرئيس و أنا أتابع بشغف وفرح و بلادي تستضيف الفصائل الفلسطينية ال 14 لتوقيع ” إعلان الجزائر للم شمل الفصائل الفلسطينية” و ذلك بحضور كبار مسؤولي الدولة الجزائرية و سفراء أكثر من 70 دولة من بينهم الدول الخمس الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي ، والفرحة إكتملت بعدما أمضت الفصائل الفلسطينية على وثيقة إعلان الجزائر لتحقيق الوحدة المطلوبة منذ زمن من طرف الشعب الفلسطيني نفسه .

لن أعلق على تصريحات ممثلي الفصائل الفلسطينية قبل وبعد التوقيع على إعلان الجزائر للم شملهم ،لأنها تصريحات تعبر عن نفسها ولا تحتاج لأي شرح خاصة ما تعلق بمصداقية دور الجزائر وتحديدا الدور الكبير الذي قام به الرئيس تبون شخصيا قبل الوصول للإمضاء على الإعلان، لكنني سأعلق على الكلمة التي ألقاها رئيس بلادي و التي لم تكن مبرمجة ـ وأعتقد أن ذلك كان أفضل ـ كونها حملت بين طياتها عفوية وصدق ومصداقية الرئيس تبون في هذا القضية العربية تحديدا و أي قضية ؟ ..إنها أم القضايا .

كلمة الرئيس المقتضبة والغير مبرمجة ستبقى مسجلة في تاريخ بلد الشهداء و العرب و الإنسانية عموما، وهو الذي وصف اليوم أي 14 أكتوبر 2022 باليوم التاريخي في كلمته أمام مسمع الجميع بما فيهم سفراء الخمس دول الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن و الأجمل أنه عاد لتاريخ بلد الأبطال ” ليذكر ببلد الرجال ودوره الفاعل و الحاسم و التاريخي لإعلان قيام الدولة الفلسطينية من طرف البطل الرئيس و الشهيد أبو عمار ” ياسر عرفات وليذكر الحضور أيضا بأن الإعلان كان من نفس القاعة التي تحتضن إعلان الجزائر لتحقيق لم شمل الفصائل الفلسطينية وكان ذلك بتاريخ 13 أكتوبر 1988 .

من خلال ردود الأفعال هنا وهناك ندرك أن الرئيس تبون وما قام به لصالح الفلسطنيين و لصالح بلده و جميع العرب والمسلمين و الإنسانية جمعاء أوجع البعض و أحرج البعض الآخر لكننا نقول لكل مقام مقال .

لا تتوقعوا أن تكون العودة القوية للجزائر على الساحة الدولية و تحقيقها لهذا الإنجاز أنه سيمر مرور الكرام على من نعلمهم و نعلم ماذا يخططون ويفكرون ومع من ولصالح من ، لكن ما يطمأننا و نطمأن به قرائنا الكرام أننا نمتلك رئيس وطني ذكي وداهية سياسي بكل المعايير يسجل الأهداف السياسية حتى من خارج منطقة ال18 حتى لا نقول من وسط الميدان .

يحق لنا اليوم نأن نفختر بعودة الجزائر تحت قيادة الزعيم تبون لممارسة دورها الريادي بالمنطقة و العالم ومن يتسائل بعض الأسئلة المشروعة حول بعض الملفات المعينة وطريقة تسييرها ومعالجتها ، نقول له العبرة بالخواتيم، فليس المهم الضجيج والصخب بل الأهم هو النتائج المحققة بعد جهد صادق و فعال
و لنا في إعلان الجزائر للم شمل الفصائل الفلسطينية وعقد الشراكة بين الجزائر وإيطاليا لتدشين أول مصنع لصناعة السيارات بالجزائر خير مثال، أما مسألة الوفود القادمة والمغادرة وعن ضجيجها وإعلامها من هناك وهناك وكثرة عدد وزرائها لإمضاء الإتفاقيات التي تعبر على حسن النوايا و إبداء الإستعداء ، فأقول لكم شيء واحد أتركوا الأمر لرئيسكم تبون فلن يصح مع رئيسنا إلا الصحيح .

أنا جد مطمأن بل وواثق ومتأكد أن عهد الجزائر الجديدة في زمن عبد المجيد تبون هو عهد مبني على مصداقية العلاقات و على شراكات فعلية و معاملات ندية و صفقات مبنية على “رابح رابح” ماعدا ذلك ليس لي تعليق .

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار