Image

الكاتب الأردني عايد محمد يونس العزه يكتب “للجزائرالآن ” :كلام بخصوص مقولة القائد تبون الشهيرة

الكاتب الأردني عايد محمد يونس العزه يكتب “للجزائرالآن ” :كلام بخصوص مقولة  القائد تبون الشهيرة

الجزائر الآن _ ما يميز القيادة الجزائرية أنّها أدركت منذ بداية الحرب الكونية على سورية ما يحاك لها من قوى الشر الامبريالية والصهيونية، فكان لها موقفها المتقدم والمتميز عن جميع الدول العربية بفهمها لما يخطط لسورية مسبقا فكانت الأجدر بقراءتها وقدرتها على تفكيك طلاسم الحرب المركبة التي تتعرض لها، فكان للجزائر موقفا مبدئيا برؤية استراتيجية مبنية على العلاقة التاريخية التي تربط البلدين، حيث رفضت قرار عزل سورية وتجميد عضويتها في جامعة الدول العربية ورفضت قطع علاقتها معها رغم الضغوطات التي تعرضت لها، وكانت دوما تطالب بإعادتها إلى محيطها العربي لأنها دولة محورية مؤسسة لجامعة الدول العربية، وظهر جلياً ذلك عندما احتضنت الجزائر القمة العربية الواحدة والثلاثون، العام 2022، والتي عملت العديد من الدول العربية على إفشال مسعاها في عودة سورية لحاضنتها العربية، وأمام هذا التعنت العربي كان للجزائر قرارها المستقل والحر والمبدئي برفض العقوبات والإبقاء على علاقتها مع الدولة السورية رافضة للأجندة الخارجية التي كانت تهدف إلى إسقاطها وإضعاف وإنهاء دورها في المنطقة.

 أما وقد بدأت سورية وبدعٍم من محورها المقاوم وحلفائها بالتعافي وتجاوز المؤامرة التي تعرّضت لها، ظهرت علينا بعض الأطراف العربية التي موَّلت الحرب على سورية، والتي عملت على عرقلة عودتها إلى جامعة الدول العربية لتتسلل برداء الإنسانية بالفزعة لتقديم المساعدات نتيجة الزلزال الذي ضرب الشمال السوري لتبدأ بطرح المبادرات والرؤى لعودة سورية العربية إلى حاضنتها ومقعدها الشاغر في جامعة الدول العربية.

ساءت وجوه من يقارن بين الموقف الجزائري المبدئي الاستراتيجي الأصيل النابع من رؤية حرة مستقلة مع بدايات الحرب على سورية وبين مواقف البعض الدول و الدويلات  العربية التي تم توظيفها لتنفيذ أجندة قوى “الصهيو امبريالية” التي سعت لتدمير مقدرات الدولة السورية غير آبهٍة بمصير شعبها، وقد عبّر عن ذلك الرئيس السوري بالاتصال الهاتفي مع الرئيس الجزائري لشكره وتقديره للجهود الدولية التي بذلها من أجل استعادة سورية لمقعدها في جامعة الدول العربية.

تُرفع القبعات للقيادة الجزائرية وشعبها الحر الأبي لفهمها ما يحدث وقيامها بتفكيك “طلاسم” ما سمي بالربيع العربي، واعتباره من بداياته أنّه تهديد مباشر للأنظمة الجمهورية القومية التي تعتبر إسرائيل عدوا استراتيجيا ولم توقع معه اتفاقات تطبيعية ، فكانت تصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون  صريحة وواضحة عندما قال بأنّ “سورية تستحق عودتها إلى جامعة الدول العربية لأنّها وفية لمبادئها وهي من أعرق الدول العربية التي يعود امتدادها الى الدولة الاموية”، وأنهي بمقولة القائد تبوّن الشهيرة حينما قال “نحن والشعب السوري لحمنا مر ومن المستحيل هضمه واستساغته ومضغه لأننا من مدرسة واحدة وقيم متشابهة وحضارة موغلة في التاريخ.”

عاشت الجزائر حرة مستقلة…

عاشت سوريا حرة أبيّة

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار