Image

الجزائر تتطلع إلى لعب دور محوري في مجلس الأمن الدولي(مساهمة )

الجزائر تتطلع إلى لعب دور محوري في مجلس الأمن الدولي(مساهمة )

الجزائرالآن _ ترشح الجزائر في مجلس الأمن للأمم المتحدة وحصولها على 184 صوتا يعتبر انتصارا دبلوماسيا لا جدال فيه رغم الموقفين المخزيين للمخزن و دولة الإمارات، بل يدل على أن الجزائر مازالت تحافظ على سمعتها و مكانتها وهيبتها بين الأمم بالرغم من النكسات و الارتدادات التي عرفتها خلال الثلاثين سنة الماضية.

فالجزائر لم تغير من المواقف السياسية السيادية في الدفاع عن حقوق الشعوب والدول في استرجاع أراضيها و استقلالها، كما أنها ظلت تحافظ و تحترم سيادة الدول و عدم التدخل في الشؤون الداخلية بل تؤيد القضايا العادلة و تناضل من أجل تصفية الاستعمار بجميع أشكاله.

عمل دؤوب و مستمر

نجاح الجزائر لم يكن اعتباطيا ولا من باب الصدفة، بل كان نتيجة عمل دؤوب ومستمر، و دبلوماسية حثيثة تتميز بالسرية و الفعالية و المرونة، من بين مبادئ و قيم العقيدة الدبلوماسية الجزائرية هي أنها لن ولم تقحم نفسها في قضية ما إذا كانت غير مؤكدة ولا مقتنعة بالوصول إلى المبتغى.

تستقطب مواقف الجزائر في المحافل الدولية اهتماما و تأييدا لأنها عادلة و منصفة للحق. فهي التي دعت في السبعينات من القرن الماضي إلى نظام اقتصادي عالمي قاعدته العدالة و أحقية الدول في تسيير ثرواتها ، كما أيدت بعد ذلك مطلب نظام عالمي للإعلام والاتصال ، و تواصل عمله إلى إحلال الأمن في العالم و هي اليوم تصدر السلم والاستقرار بعدما كافحت وناضلتها لوحدها آفة الإرهاب و الجريمة و التهريب المخدرات والأسلحة.

عناصر لغة جديدة

أدخلت الجزائر في قاموس العلاقات الدولية و في المنظمات الدولية و الإقليمية منها الأمم المتحدة، الاتحاد الإفريقي و الجامعة العربية عناصر لغة جديدة منها العيش الكريم، التسامح، .لم الشمل وغيرها من أفكار وقيم إنسانية.

فستعمل الجزائر جاهدة في تجسيد تلك العناصر و هي التي ظلت تناصر القضايا العادلة و إحلال السلم و الاستقرار ر في العالم.

يتفق الخبراء على أن الجزائر بإمكانها أن تلعب دورا محوريا في القضايا الإقليمية و الدولية، و مباركة معظم دول العالم ترشيح الجزائر لدليل قاطع عن ذلك، حيث عبرت أهم القوى العظمي في العمل والتعامل مع الجزائر في حلحلة القضايا العالقة.

إصلاح مجلس الأمن الدولي

إضافة إلى العمل من أجل استتباب الأمن و الاستقرار ر في العالم، فهناك انشغالات واهتمامات ضمن أجندة الجزائر وهي المطالبة بإصلاح مجلس الآمن الدولي ووضع حد إلى الظلم والتظلم في العالم، حيث من غير المعقول و المنطقي أن يبقي العالم كله تحت رحمة خمس دول بحوزتها حق الفيتو، تستعمله حسب نواياها و مصالحها ضاربة عرض الحائط قيم العدالة و الإنصاف و الحرية.

فبإمكان الجزائر العمل من أجل ضمان على الأقل مقعدين لإفريقيا وهي القارة المهضومة حقوقها رغم أنها تمثل نسب كبيرة في أعداد السكان، الثروات الطبيعية وفرص الاستثمار و التنمية.

جديرا بالذكر، أن الجزائر شركت في الماضي على إدخال نصيب من الإصلاحات داخل الأمم المتحدة ومجلس الأمن، لكن مواقف و المصالح الضيقة لبعض الدول الإفريقية حالت دون الاتفاق على كيفية تحديد و توزيع المقعدين، هل نمتثل إلى قاعدة الجغرافيا، الدخل القومي، الثروات الطبيعية ، أم معايير أخرى.

على كل، لا يمكن للعالم أن يظل يعمل بمقاربات و منهجيات وهياكل بالية و سالبة لحقوق الشعوب و الدول. لذا فمجلس الأمن مطالب اليوم بإحداث القطيعة لحفظ ماء وجهه،كرماته و ثقة الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة.

الجزائر تطمح في اللعب في ساحة الكبار

أما فيما يخص تداعيات عضوية الجزائر على الصعيد الداخلي، فيرتقب مزيد من الجدية و العمل والمثابرة في تجسيد على أرض الواقع دولة القانون، العدالة الاجتماعية وحرية التعبير و قيم الديمقراطية و التداول على السلطة. كل هذا سيحصن الجزائر من الإخطار و يجنبها الارتدادات السياسية، الاقتصادية والاجتماعية، لأنها ترغب وتطمح في لعب مهمات محورية وهي بحوزتها الكفاءات المؤهلات و القدرات تؤهلها إلى ذلك. ففي غضون سنتين، تمكنت من تنظيم مجموعة من القمم والمؤتمرات الدولية والإقليمية وساهمت في توقيع الفصائل الفلسطينية على إعلان الجزائر و كذلك جمع شمل الدول العربية، وهي اليوم تقتحم مرة أخرى أروقة الأمم المتحدة من خلال مجلس الأمن مساهمة منها في الدفاع على الدول و الشعوب التي مازالت تعيش تحت الاضطهاد والتعسف و الظلم و الاستبداد.

كتب “للجزائر الآن “البروفيسور العيد زغلامي
كلية الإعلام والاتصال جامعة الجزائر 3

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار