لماذا زار الرئيس تبون موسكو قبل باريس؟..الدكتور محمد لعقاب يجيب

الجزائرالآن _قدم الدكتور محمد لعقاب عبر مقال له نشر بالجريدة الإلكترونية “الجزائر الآن”،  الأسباب التي جعلت الرئيس تبون يزور موسكو قبل باريس، وعاد إلى التذكير بالدعوة التي تلقاها الرئيس الجزائري من الرئيس فلاديمير بوتين لزيارة روسيا، مشيرا إلى أنّ الرئيس تبون صرح بأنّه سيزور فرنسا لكن ليس قبل زيارة روسيا.

ويقول لعقاب أنّ هذا التصريح في حد ذاته “يحمل عدة دلالات أهمها أنّ عصر التبعية والخنوع لفرنسا قد ولى، وأن تبون يعمل على تحقيق مصالح الجزائر أولا وقبل كل شيء، وحيثما كانت مصلحة الجزائر فثمة شرع الله، إذا جاز لنا أن نستعير القاعدة الفقهية.“

لكن كادت زيارة فرنسا أن تكون قبل زيارة روسيا، لأنّ “أجندة الرئيس بوتين كانت مكثفة للغاية”، حيث تعيش بلاده حالة حرب، وليست الجزائر هي التي تتحكم في أجندة الكرملين، لذلك تأخرت زيارة الرئيس تبون لروسيا، وكان ممكنا أن تأتي بعد زيارة باريس.

وفي خضم هذا التأخير، تقررت زيارة الرئيس تبون لباريس يومي 1و2 ماي 2023، لكنها تأجلت لموعد غير معلوم، لأسباب بعضها معروف مثل الإضرابات العمالية التي كانت مقررة في فرنسا في الفاتح ماي بمناسبة العيد العالمي للعمال، وبعضها لم ينكشف، وقد يكون هناك توتر كامن في العلاقات بين البلدين، حسب لعقاب.

وشاءت الظروف أن يزور الرئيس تبون موسكو قبل أن يزور باريس، التي من الصعب التكهن بموعدها، بسبب بعض المتغيرات السياسية الخاصة بفرنسا، لكن يعتبرها الدكتور لعقاب مؤثرة على العلاقات مع الجزائر، أهمها:

ـ   تصويت نواب حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالبرلمان الأوروبي  على لائحة تنتقد وضع حقوق الإنسان في الجزائر.

ـ  السعي لمراجعة اتفاقية 1968 للهجرة بين الجزائر وفرنسا، وما صاحبه من نقاش حول الهجرة والعلاقات الثنائية.

ـ نشر صحف جزائرية خبرا حول تخطيط أجهزة الاستخبارات الفرنسية والمغربية والصهيونية  لزعزعة استقرار الجزائر.

ـ  قضية المرسوم الرئاسي الذي أعاد تفعيل المقطع الثالث من النشيد الوطني “قسما” وما أثاره داخل الأوساط الفرنسية.

ويخلص “السيناتور”، محمد لعقاب إلى أنّه يمكن القول أنّ هناك عدة عقبات تعترض تنظيم زيارة تبون لباريس قبل نهاية 2023، وهو الأمر الذي لم يكن لا مع روسيا، ولا إيطاليا، ولا البرتغال، ولا تركيا، ولا غيرهم.