Image

الخطأ ممنوع هذه المرة !!

الخطأ ممنوع هذه المرة !!

الجزائرالآن _بعد رحيل جهيد زفيزف عن رئاسة الاتحاد الجزائري لكرة القدم ، تتوجه أنظار المتابعين للشأن الكروي في الجزائر نحو البديل الذي يمكنه قيادة سفينة الكرة الجزائرية في المرحلة القادمة، في وقت يعتقد البعض أن الأمر لم يعد مرتبطا بشخص الرئيس بقدر ما يتعلق بكوموندوس المكتب الفدرالي المدعو إلى خوض حرب مفروضة في الداخل والخارج ، وحماية المنتخب الوطني في مواعيده الرسمية لذلك يدعو الجميع السلطات العمومية الى تجنب تكرار الأخطاء السابقة في دعم مرشح يرضى عنه المدرب جمال بلماضي على غرار شرف الدين عمارة وجهيد زفيزف ، دون اعتبار لقوة شخصيته وجدارته وقدرته على رفع التحديات المتعددة في ظرف زمني لا يتعدى السنتين الى غاية انتهاء العهدة الأولمبية ، وهي فترة قصيرة تقتضي اختيار صائب لرئيس مؤقت يخطط ويجسد ورقة طريق استثنائية لظرف استثنائي، وليس فقط رئيس “دمية”، تحركه عصابة معروفة عند الجميع.
المادة 17 مكرر من المرسوم التنفيذي المؤرخ في سبتمبر 2022 تنص على أنه في حالة شغور منصب الرئيس المنتخب على أساس قائمة بسبب استقالته يتم انتخاب رئيس ومكتب جديد يكمل ما تبقى من زمن العهدة الأولمبية التي تنتهي في شهر أبريل 2025 ، وفي هذه الحالة يستدعي الأمين العام للاتحادية جمعية عمومية استثنائية خلال الخمسة عشر يوما التي تلي الاستقالة لإثبات شغور المنصب وتكليف لجنة الانتخابات بالاشراف على جمعية عمومية تنتخب رئيسا جديدا خلال الشهرين القادمين يكلف بمهام محددة في الزمن في إطار ورقة طريق يتم اعدادها بالتوافق مع السلطات العمومية ، المطالبة بمرافقة الرجال الأكفاء بعيدا عن كل الوجوه التي فشلت سابقا.
لكن يبدو أن الأسرة الكروية ستجد نفسها أمام معضلة كبيرة في تنفيذ أحكام المرسوم التنفيذي بسبب عدم تكييف قوانينها مع المرسوم الجديد لحد الآن ، حيث لا يزال شغور المنصب بسبب استقالة الرئيس يخضع لأحكام لوائح الاتحادية التي تنص على تولي نائب الرئيس لشؤون الاتحادية الى غاية عقد الجمعية العمومية العادية السنة المقبلة ، مما يزيد من تعقيد الأمور وتأخير الإصلاح المطلوب ، الا اذا تم حل المكتب الفدرالي من طرف الوزارة الوصية من خلال تطبيق المرسوم التنفيذي الذي يمنع ازدواجية المناصب على الأعضاء الاربعة الذين يجمعون بين المسؤولية التنفيذية والانتخابية ، وعندها سيتم عقد جمعية عامة استثنائية لانتخاب رئيس ومكتب جديد .
يمكن أيضا للأمين العام للاتحادية أن يدعو الى جمعية عامة انتخابية يتم من خلالها تكييف القوانين الاساسية للاتحادية مع المرسوم التنفيذي الذي ينظم عمل الاتحاديات الرياضية الوطنية ، وعندها يتم اللجوء إلى تطبيق المادة 17 من المرسوم التنفيذي ، وإجراء انتخابات جديدة خلال الشهرين القادمين لاختيار رئيس ومكتب جديد يتولى صياغة و تنفيذ سياسة كروية جديدة تقوم على الاحتراف الفعلي للدوري المحلي و تستند على سياسة تكوين طويلة الأمد للمدربين والمؤطرين والحكام والمسيرين بالموازاة مع الاعتناء بكل المنتخبات ومواجهة تحديات الخارج مع الهيئات الكروية القارية والجهوية والدولية ، وخوض حرب مفروضة علينا بكل ما يقتضيه الأمر من إمكانيات بشرية ومادية صارت ضرورية .
الكرة في مرمى السلطات العمومية المطالبة بتحمل مسؤولياتها من خلال فرض تكييف لوائح الفاف مع القوانين وتطبيقها حرفيا ، ثم المساهمة في اختيار الكوموندوس المكلف بتسيير شؤون الكرة في المرحلة القادمة ، مع تحييد كل المؤثرين السلبيين الذين اختطفوا الكرة الجزائرية بدعم ممن اختطفوا الجزائر لسنوات ، تقاسموا الريع والمصالح، واشتروا وباعوا، وضيعوا المكاسب ، بعد أن اختبأوا خلف إنجاز قاري تحقق سنة 2019 ، لم يتمكنوا من المحافظة عليه وتدعيمه ، بل تبعته اخفاقات المنتخب الأول في كأس أمم أفريقيا بالكاميرون، و تصفيات كأس العالم في قطر، ثم اخفاقات كل المنتخبات الشبانية في مختلف المحافل، و الفشل مرتين متتاليتين في دخول المكتب التنفيذي للكاف بواسطة عمار بهلون وجهيد سفيزف.
من جهته المدرب الوطني جمال بلماضي سيكون أمام اختبار جديد للتأكيد على أنه لم يتدخل سابقا في اختيار رئيس الاتحاد الجزائري ، وهو الذي اتهم بقطع الطريق على وليد صادي وعنتر يحي وحكيم سرار ، عندما فرض شرف الدين عمارة وجهيد سفيزف ، حسب تسريبات متطابقة من محيط الرئيس السابق خيرالدين زطشي الذي استغل علاقاته الجيدة مع بلماضي ليورطه، و عاد هذه الأيام يسوق لنفس الأسطوانة حتى يقطع الطريق على رجال جدد يحررون الكرة الجزائرية من قبضة عصابة متغلغلة في أوساط الاتحادية والرابطات والمديرية الفنية ولجنة التحكيم، وحتى على مستوى بعض الأندية المستفيدة من الوضع الراهن .
لحد الأن لم تظهر أسماء أبدت رغبتها علنا لخلافة سفيزف ، ربما تنتظر اتضاح الصورة ، لكن الواضح أن السلطات العمومية من خلال وزارة الشباب والرياضة تسعى لتنظيف المشهد، وتهيئة كل الظروف الملائمة لتنظيم انتخبات الفاف في أقرب وقت حتى يتفرغ المكتب الفدرالي لمرافقة المنتخب الجزائري تصفيات كأس العالم التي تنطلق شهر نوفمبر ونهائيات كأس أمم افريقيا شهر يناير القادم، بالموازاة مع فتح ورشات أخرى داخلية وخارجية لاعادة الاعتبار للكرة الجزائرية، أما اذا ضاعت هذه الفرصة فليتحمل من يضيعها المسؤولية أمام الرأي العام والتاريخ خاصة وأن الضرر بلغ درجة لا تطاق .

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار