Image

صالح عوض يكتب “للجزائرالآن “: تقرير مهم جدا يستحق القراءة

صالح عوض يكتب “للجزائرالآن “: تقرير مهم جدا يستحق القراءة

الجزائرالآن _ تناول المقال الذي نشره اليوم الكاتب و الإعلامي العربي صالح عوض عبر صحيفة” الجزائر الآن” الإلكترونية التقرير الأخير  لمؤسسة “راند الأمريكية ” والتي تعتبر بحسب المتابعين أكثر مركز تحليل ودراسات تأثيرا في السياسة الأمريكية بل رسما للمواقف السياسة الأمريكية الخارجية .

وسلط الكاتب الفلسطيني “صالح عوض “الضوء على آخر تقاريرها  التي أصدرتها وتقييمها واقتراحاتها للموقف الأمريكي بخصوص تطورات الأزمة الأوكرانية .كما تحدث التقرير  عن كيفية بناء ردود الولايات المتحدة على التهديدات الروسية باستخدام الأسلحة النووية غير الإستراتيجية.

ونعيد نشر مقال الكاتب صالح عوض الذي نشر “بالجزائر الآن”:

الجزائر الآن _ مؤسسة “راند” الأمريكية هي أكثر مركز تحليل ودراسات تأثيرا في السياسة الأمريكية بل رسما للمواقف السياسة الأمريكية الخارجي.ولقد ذاع صيتها في السنوات الأخيرة لاسيما بدءا من الاحتلال الأمريكي للعراق. ولسنا هنا في معرض الحديث عن مهماتها ويكفي أن نشير الى أن قراءتها لكيفية إدارة الحكم في العراق كانت على طاولة الحاكم الأمريكي للعراق بريمر منذ أول يوم لتسلمه السلطة.

في أخر تقاريرها وتقييمها واقتراحاتها للموقف الامريكي بخصوص تطورات الأزمة الأوكرانية تحدثت عن كيفية بناء ردود الولايات المتحدة على التهديدات الروسية باستخدام الأسلحة النووية غير الإستراتيجي.

في هذا التقرير، محاولة لشرح العقيدة العسكرية الروسية وقدراتها الأمنية لتحديد مع الأخذ بعين الاعتبار صدقية الخطاب الروسي حول تصعيد التهديد باستخدام محتمل للأسلحة النووية التكتيكية، وكيف يمكن رسم الاستجابة الأمريكية على هذه التحديات في التعامل مع الموقف من خلال سياسة حافة الهاوية، ويدرسون الروافع المحتملة لتغيير عملية صنع القرار والنتائج المتوقعة من اللعبة.

في التقرير إشارة الى احتمالية الاستجابة الأمريكية للتهديدات بتهديد مقابل يمكن أن يردع روسيا ولكنه يمثل تحديًا كبيرًا لصانعي السياسات في أمريكا لأن روسيا تعتقد على الأرجح أن الولايات المتحدة ستسعى إلى تجنب الصراع النووي بأي ثمن.وهنا تفقد الاستجابة الأمريكية للتهديدات النووية التكتيكية الروسية أي جدوى. وهنا يطرح أسلوب آخر بان يتم إرسال رسالة الى روسيا واضحة بأن اي استخدام للأسلحة النووية في أوكرانيا سيرتد بكلفات عالية في الجانب الروسي، ولكن مثل هذا الرسالة تحتاج حسابات دقيقة فالتهديدات أثناء الحروب تحمل على محمل الجد والحذر الشديدين. ومن هنا يصبح التهديد بالنووي في الصراع الدائر ليس مأمون النتائج ومن هنا يصبح ضرورة إرسال رسائل للروس مفادها الابتعاد عن هذه الدائرة وتجنب الحديث حولها وهذه هي الفكرة الأكثر جدوى في ظل استمرار إرسال الأسلحة النوعية للأوكران، وهكذا تظل المعركة تحت السيطرة.

في تلك الدراسة المستفيضة انتهى الباحثون والمحللون الى جملة توصيات على رأسها أن تظهر الولايات المتحدة بوضوح مصالحها في هذا الصراع بحيث يدرك الروس ان الموقف الأمريكي أكثر جدية ولن يتنازل في المسألة الأوكرانية، وهنا يصبح على الولايات المتحدة أن تحمل روسيا تكاليف اقتصادية وسياسية كبيرة وأن لا تتوقف عمليات المقاطعة والعقوبات والتحريض بكل الوسائل.

من الواضح أن لعبة النووي وحتى بصورة جزئية وتكتيكية أمر خطير ما انفك الروس يلوحون به فهل يكون ورقة للروس لفرض وقائع جديدة على الأرض ومتى يمكن أن يحدث ذلك والى أي مستوى؟ من المؤكد أن الروس لن يقبلوا بهزيمة في أوكرانيا أمام الغرب الطامع بثروات روسيا والقلق من التهديد الأمني الروسي والطموح الروسي لابتلاع أوربا.. وهذا ما قد يدفع بهم في ظروف معينة أن يستخدموا سلاحا نوويا تكتيكيا ذلك اذا شعروا بأن قوة الحشد المضاد في أوكرانيا أصبحت ذات ضغط ميداني كبير.. ولهذا يبدو أن الولايات المتحدة ستقوم بتحديد ردود محسوبة تتجنب التصعيد.

ان احتمال السير الى حافة الهاوية عملية محفوفة بالمخاطر وان الترسانات النووية في العالم يكفيها أخطاء وعدم تقدير موقف حتى يتم الانفجار الكبير و كما صرح بوتين لا جدوى في عالم ليست فيه روسيا فهل تبدل أمريكا سياستها في مواجهة الروس في أوكرانيا؟ وهل تتجه الى تفكيك حالة الصراع بمبادرات سياسية وامنية وعلى الاقل هي تتجه الولايات المتحدة لتثبيت الابتعاد عن خطر النووي بكل صوره عن ساحة المعركة؟

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار