الضابط المغربي المنشق صاليحي بوشعيب يواصل شهادته المثيرة، ويكشف السبب الذي دفع الحسن الثاني لاحتلال الصحراء الغربية ومصير معارضيه

الجزائر الآن _ كما وعد في الفيديو الأول، عاد الضابط المغربي المنشق صاليحي بوشعيب ليكشف الكثير من الحقائق عن النظام المغربي الفاسد.

وكان الضابط صاليحي بوشعيب قد ظهر لأول مرة عبر صفحته على “الفايسبوك” يوم الأربعاء 6 ديسمبر الحالي، ليقول أنّه فضّل التخلي عن الصمت الذي لازمه لمدة 23 سنة، مرجعا ذلك إلى خيانة النظام المغربي وتطبيعه مع الكيان الصهيوني، فهذا الأمر جعله غير قادر على الصمت أكثر، خاصة وهو يشاهد يوميا تلك الصور المروعة التي يتسبب فيها النظام الصهيوني (صديق المملكة)، وقال بوشعيب: “لماذا ظهوري حاليا على وسائل التواصل الاجتماعي؟ وأجيب أنّ أهم سبب هو خيانة النظام المغربي وتطبيعه مع الكيان الصهيوني الذي يقتل الشعب الفلسطيني ويضرب حصارا عاما على قطاع غزة”

وأضاف الضابط المغربي المنشق، أنّ هناك سبب ثاني وراء تخلّيه عن صمته، وهو زلزال الحوز الذي كشف ما يعانيه سكان جبال الأطلس والمناطق المعزولة، سواء قبل الزلزال أو خلال وحتى بعد الزلزال.

الجزء الثاني من حديثه الذي نشره اليوم الإثنين 25 ديسمبر 2025، خصصه صاليحي للحديث عن الفترة التي سبقت التحاقه بالجيش الملكي المغربي، وهي مرحلة الدراسة، مشيرا إلى أنّه التحق بالمدرسة الابتدائية موسم (64/65)، وتزامن ذلك مع إضراب مارس 1965 الشهير، وتحدث الضابط المغربي المنشق عن حادثة ترفض أن تغادر مخيلته رغم أنّه كان مجرد طفل في تلك الفترة، قائلا: “كنت أزاول دراستي بمدرسة قريبة من مقر الاتحاد المغربي للشغل، وفي أحد الأيام وجدنا صعوبة في العودة إلى منازلنا، لم نكن نعرف السبب ولكن عند المغادرة تفاجأنا بمئات الجثث مرمية على طول الشارع الممتد من (روشي نوار) إلى طريق المرسى، لقد كانت أعداد الجثث كبيرة جدا، خاصة أمام محكمة الاستئناف”، ويضيف صاليحي بوشعيب أنّه وزملاءه لم يعودوا للدراسة إلا بعد مرور ثلاثة أيام”

وبخصوص طبيعة تلك الجثث ولمن تعود، يقول الضابط المغربي المنشق: “لقد سألنا أهالينا عن الأمر، فعلمونا عبارة محفورة داخل كل مغربي وهي (أسكت ياولد .. الحيوط بوذنيهم)، لقد تعلمنا أن لا نتحدث مع أي أحد ولو لأقرب الناس..”، مؤكدا أنّه خلال تلك الفترة، كانت الاختطافات والاعتقالات منتشرة بقوة خاصة في الحي الذي أقطنه”، وكشف بوشعيب أنّ السبب يعود إلى وجود الكثير من المناضلين القاطنين بنفس الحي، مثل العربي دهكون الذي كان لاحقا من أبرز العناصر التي شاركت في أحداث مولاي بوعزة سنة 1973(مجموعة أحداث مسلحة وقعت بمنطقة خنيفرة وبالضبط بمنطقة مولاي بوعزة، كان هدفها الإطاحة بنظام الحسن الثاني وكان من المفروض أن تشمل الانتفاضة مختلف مناطق المغرب ولكن لسوء في التخطيط أجل بعض القادة هجماتهم وهذا ما مكن النظام من إفشالها والقضاء على المخططين لها)، وكانت سببا في إعدامه من طرف الحسن الثاني صبيحة عيد الأضحى، كما تحدث الضابط المغربي المنشق عن الاعتقالات الكثيرة التي عرفتها شركة النقل.

الحسن الثاني احتل الصحراء لإلهاء الجيش

وواصل الضابط المغربي المنشق صاليحي بوشعيب شهادته، بذكر حدثين هامين، يقول أنّهما غيّرا الحياة السياسية في المغرب وأثرا على الحياة العسكرية أيضا، وهما المحاولتين الفاشلتين في الانقلاب على الحسن الثاني.

ويقول: “فشل انقلاب عبابو وانقلاب أوفقير كان فرصة للحسن الثاني للتلاعب بالجيش وبالشعب معا”

ويوضح: “بسبب الانقلابين أوجد الحسن الثاني مشكلة الصحراء الغربية لإلهاء الجيش وتجنب شر بعض قادته، فرغم ضعف إمكانات الجيش أو حتى انعدامها في تلك الفترة، إلا أنّ الحسن الثاني فضل الزج به في الصحراء الغربية، وهو الأمر الذي قوبل بمعارضة الكثيرين لأنّهم لا يؤمنون بفكرة الصحراء المغربية، ولكن الحسن الثاني رد عليهم بالاعتقالات والاغتيالات كما أنّ هناك الكثير من المفقودين لا يعرف أهاليهم عنهم شيئا حتى الآن”

وأسوأ من ذلك يضيف الضابط المنشق، أنّ هناك جنود شاركوا في احتلال الصحراء الغربية قتلوا ولا أحد يعرف قبورهم”