Image

رئيس كتلة برلمانية و إعلامي بارز يشرحان الأهداف الحقيقية لقرار الرئيس تبون الغير مسبوق

رئيس كتلة برلمانية و إعلامي بارز يشرحان الأهداف الحقيقية لقرار الرئيس تبون الغير مسبوق

الجزائر الآن ـ لا يختلف اثنان في أنّ الفترة الرئاسة الحالية للرئيس عبد المجيد تبون  شكلت طابعا استثنائيا، فأربع سنوات كانت فريدة من نوعها، ومختلفة تماما عن فترات الرؤساء السابقين.

فقد فرض الرئيس تبون أسلوبه الخاص في إدارة شؤون البلاد، حيث تبنى  طريقة استثنائية في التواصل مع الجزائريين والجزائريات، متخذا في ذلك نمطا يرتكز على عفويته المعهودة وطبيعته العادية، كسب من خلالها إعجاب ملايين المواطنين وتأثرهم به، وهم الذين التفوا حول مشروع بناء الجزائر الجديدة، لاسيما وأنّ الرئيس تبون نجح في كسر كل الحواجز بينه وبين شعبه، معتمدا على شخصيته التي تجمع الأخلاق والنزاهة والبساطة والصرامة والعزم، والأهم حسن القيادة.
ولم تتوقف إيجابية فترة الرئيس عبد المجيد تبون، عند تلك الإنجازات المحققة على كل الأصعدة، السياسية والاقتصادية والأمنية، بل أنّه ومع بداية سنته الخامسة كرئيس للجزائر قرر التأسيس لخطاب سنوي موجه للأمة أمام غرفتي البرلمان مجتمعتين، حسب ما كشفته وكالة الأنباء الجزائرية.
وبداية من نهاية السنة الجارية 2023، سيمتثل رئيس الجمهورية لهذا النشاط الدستوري المسمى “خطاب للأمة”، وسيشكل فرصة للرئيس لمخاطبة ممثلي الشعب، من أجل تقييم إنجازات السنة الجارية.
كما سيمثل هذا الخطاب السنوي، بالنسبة إلى الرئيس، مناسبة أيضا لتقييم الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكذا السياسة الخارجية للبلاد، دون إغفال تحديد آفاق السنة الموالية.
وبصورة استثنائية، سيكون الخطاب الموجه للأمة من قبل الرئيس تبون، نظرا لاعتباره سابقة، المقرر نهاية سنة 2023، ذو طابع خاص، لأنّه سيشمل تقييما كاملا للأربع سنوات الماضية.

الرئيس يمد جسورا بينه وبين الشعب

ويرى الإعلامي  الجزائري البارز خالد عمر بن ققه  صاحب الخبرة الطويلة بميدان الإعلام داخل وخارج الوطن  ، أنّ قرار الرئيس تبون  بالنزول سنويا إلى “قبة البرلمان” خطوة إيجابية تحسب له، خاصة أنّ هذا التقليد معروف عند كبرى الدول الديمقراطية في العالم، والجزائر باعتبارها جزء من هذا العالم، فمن المهم جدا أن يكون لها “التقليد”
كما اعتبر بن ققة أنّ ما طرحه الرئيس هو مد جسور مع الشعب وتعميقها من خلال المؤسسات الدستورية للدولة، فهو منذ وصوله إلى الحكم كان يعمل دائما على مد هذا التوجه.
من جهة أخرى، فإنّ الرئيس تبون بخطابه أمام أعضاء البرلمان بغرفتيه، سيعطي تطورا هاما في مفهوم الخطاب الرئاسي ومضمونه وانفتاحه، سواءً على المواطنين أو على المؤسسات الدستورية، وفسر خالد  بن ققة ذلك، بقوله أنّ الكثير من المواطنين بجميع مشاربهم وانتماءاتهم السياسية يملكون أسئلة بحاجة إلى توضيح أو إجابة، وسيكون الخطاب السنوي للرئيس فرصة كبيرة لتوفير تلك الإجابات أو التوضيحات التي يبحثون عنها.

وجدد الإعلامي البارز   في حديثه للصحيفة الإلكترونية “الجزائر الآن”، التأكيد على إيجابية خطوة الرئيس تبون، رغم اعترافه بأنّها فتية، ولكنّه في المقابل يراها  مثمرة، خاصة أنّها ستكون محصلة وجرد سنوي لما تحقق من إنجازات مع طرح توقعات للمستقبل المنظور.

ويضيف خالد عمر بن ققة: “الخطاب السنوي في تصوري هو نقلة بين زمنين زمن ولى وأدبر، تحققت فيه منجزات يتم تقييمها من طرف الشعب والمؤسسات، وزمن مقبل، تضع في الدولة عن طريق رئيسها مخططاتها الجديدة فهذه المرحلة الانتقالية بين زمنين، من الجيد أن لا تمر، بل ستكون جسر انتقال بين ما تحقق وما هو مخطط له”، وأنهى خالد  بن ققة كلامه بالتأكيد أنّ الشعب الجزائري مطمئن للرئيس تبون، مؤكدا مرة أخرى أنّه حديثه للبرلمان خطوة تحسب له.

تأسيس لتقاليد الحكم الراشد

وسار رئيس كثلة حركة البناء الوطني عبد القادر بريش، على نفس منوال الإعلامي بن ققة، بإشادته بخطوة الرئيس عبد المجيد تبون قائلا: “لا يسعنا إلا أن نثمن المبادرة الطيبة من طرف رئيس الجمهورية وهو أنّه سيخاطب الأمة عن طريق البرلمان بغرفتيه ويقدم نظرة وحصيلة لإنجازاته في تطبيق برنامجه ويرسم أفاقا مستقبلية”

وتنبأ بريش بأنّ الخطاب المنتظر للرئيس تبون سيكون محملا بإحاطة واسعة للظروف الاقتصادية والاجتماعية” وكذلك بالحديث عن “الانجازات المحققة  داخليا وخارجيا، كما أنّه “يرسم توجهات المرحلة القادمة”

واعتبر أنّ “التأسيس” لهذا التقليد يعطي قيمة وقوة للمؤسسات، لأن الدولة القوية هي دولة قوية بمؤسساتها ومدى الانسجام والتوافق بين هذه المؤسسات، ولهذا فالرئيس بهذا الخطاب “سيؤسس لتقاليد الحكم الراشد وإدارة الدولة على أسس صحيحة”، أين كل مؤسسة تلعب دورها في توافق وانسجام بينها.

وذكّر النائب البرلماني ورئيس الكتلة البرلمانية لحركة البناء الوطني في حديثه لصحيفة “الجزائر الآن”، بأنّ الرئيس أثنى في خرجاته الاعلامية السابقة على تشكيلة البرلمان الحالي وخاصة المجلس الشعبي الوطني فيما يتعلق تمكين الشباب وحضوره القوي، فهناك حوالي 140 نائبا أعمارهم أقل من 40 سنة.
فالخطاب أمام البرلمان بغرفتيه يعطي قوة للبناء المؤسساتي، الذي أرساه الرئيس منذ توليه السلطة، وخاصة بعد تعديل الدستور والانتخابات التسريعية والمحلية والتجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، فكل ذلك يعطي ثماره الآن، ويؤكد على المجهودات المبذولة على الجبهة الاجتماعية والاستقرار الاجتماعي، كذلك على الاصلاحات الاقتصادية والنتائج التي “بدأنا نلمسها من خلال الاصلاحات الاقتصادية”
وينهي عبد القادر بريش حديثه، بالتأكيد على أنّ خطاب الرئيس أمام البرلمان بغرفتيه  “سيضع الرئيس في موقع قائد البلاد الموجه للسياسة ويعطي رسائل اطمئنان لكافة  الشركاء السياسيين والمجتمع بأن هناك نتائج وإنجازات”، وبالتالي هناك حصيلة يقدّمها أمام البرلمان ويرسم معالم المرحلة القادمة.

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار