Image

حفيظ دراجي يكتب “للجزائرالآن”: تحديات العرس الافريقي الايفواري ؟

حفيظ دراجي يكتب “للجزائرالآن”: تحديات العرس الافريقي الايفواري ؟

الجزائر الآن _ بعد كأس أمم أسيا انطلق البارحة العرس الافريقي الرابع والثلاثين في تاريخ القارة السمراء بحفل افتتاح جميل على بساطته، ومباراة أولى فاز فيها منتخب كوت ديفوار على غينيا بيساو وسط تحديات رياضية، تنظيمية ، لوجيستية وأمنية ، وأخرى تحكيمية تشكل هاجسا كبيرا للمنتخبات المشاركة كما جرت العادة ، اضافة الى تطلعات فنية للعديد من المنتخبات المرشحة للتتويج أو حتى المنافسة على اللقب الذي يسعى للحفاظ عليه السنغال، ويسعى لتحقيقه منتخب البلد المنظم منذ 2015 ، والمغرب منذ سنة 1976 ، ومصر منذ 2010 ، ما يجعل من هذه النسخة الأصعب في التاريخ والأكثر إثارة ومنافسة بين أكبر عدد من المنتخبات الطموحة للتتويج.

المنتخب الإيفواري الذي يتطلع لتحقيق النجمة الثالثة بدأ المنافسة بفوز فني ومعنوي ضد غينيا بيساو ، في انتظار ما يفعله نيجيريا ضد غينيا الاستوائية ، و مصر أمام موزمبيق اليوم، وما تفعله السنغال والكاميرون والجزائر غدا الاثنين ، وسط تطلعات كبيرة تحذو عديد المنتخبات وتحديات أمنية ولوجستية تواجه البلد المنظم في خمس مدن وست ملاعب بمشاركة 24 منتخبا ، وتوافد ما يقارب مليون ونصف مليون زائر ، وتهديدات أمنية على الحدود مع مالي و بوركينا فاسو اقتضت نشر 17 ألف شرطي وعسكري و2500 مراقب لتأمين البطولة ، خاصة بعد الفوضى التي شهدتها مباراة الافتتاح في محيط ملعب الحسن وتارا بسبب توافد جماهير ايفوارية دون تذاكر اشتبكت مع رجال الأمن التي منعتها من الدخول.

الكاف ستجد نفسها أمام تحديات أخرى فنية وتنظيمية خاصة في مجال التحكيم الذي يشكل هاجسا كل مرة ، تشتكي منه عديد المنتخبات ، على غرار ما حدث من فضائح في دورة الكاميرون الماضية وقبلها، أما المنتخبات الكبيرة ستجد نفسها تحت ضغوطات جماهيرية وإعلامية كبيرة تطالبها بالتتويج الذي لا يمكن تقاسمه بين كوت ديفوار، السنغال ، المغرب ، مصر، الجزائر، نيجيريا والكاميرون ، وأحصنة سوداء أخرى على غرار تونس، مالي وبوركينا فاسو وغانا التي تأمل في خوض مبارياتها فوق ملاعب صالحة وظروف مناخية ملائمة ، تسمح لنجوم القارة بامتاع عشاقها، و للمواهب الشابة بإظهار مهاراتها وكسب قلوب عشاقها.

رغم كل الهواجس إلا أن المتتبعين والإعلاميين والجماهير الكروية في افريقيا والعالم لا تتردد في ترشيح حامل اللقب السنغال ، و منتخب البلد المنظم كوت ديفوار للفوز باللقب كما جرت العادة في كل بطولة فاز بها 15 منتخبا، من بينهم ثلاثة فقط من حافظوا على تاجها هي مصر وغانا والكاميرون، بينما كان اللقب من نصيب الدولة المضيفة 11 مرة من أصل 33 نسخة ، آخرها كان المنتخب المصري سنة 2006 ، ما يعني أن عاملي الأرض والجمهور لم يعد حاسما في تحديد البطل ، و حفاظ البطل على لقبه ليس بالأمر الهين في القارة السمراء ، ما يجعل من مهمة السنغال وكوت ديفوار صعبة ، مثلما كانت صعبة على الكاميرون كمنظم والجزائر والجزائر كحامل لقب قبل سنتين.

عامل المفاجئة يبقى ضئيلا و محدودا في نهائيات كأس أمم أفريقيا ، ولم يحدث سوى مرات قليلة عبر التاريخ على غرار ما فعله منتخب الزايير سابقا في مصر سنة 1974 ، وزامبيا في غينيا الاستوائية والغابون سنة 2012، وكذا المنتخب الجزائر في القاهرة قبل أربع سنوات، لكن مع تطور الكرة الافريقية ، تعددت المنتخبات المرشحة واختفت الهيمنة المصرية والغانية و الكاميرونية ، وصار بإمكان مالي وبوركينا فاسو مزاحمة الكبار ، وتضاعف عدد المرشحين للتتويج ليصل الى ثمانية هذه المرة من بينهم الجزائر رغم خروجها من الدور الأول في الكاميرون واخفاقها في التأهل إلى مونديال قطر، لكن الاستقرار على مستوى الاطار الفني و التشكيلة التي حافظت على ركائزها، يؤهلها لتعود الى الواجهة والمنافسة على اللقب.

المنتخب الجزائري يبدأ غدا مشوار استعادة اللقب الضائع ، وكله يقين أن المنافسة تكون شرسة ضد منتخبات تسعى للتتويج، وهو أمر طبيعي وعادي، لكن الغريب أن منتخبات أخرى تفعل المستحيل لمنع المنتخب الجزائري من التتويج حتى ولو لم تلتقي به، قبل أن تركز على قدراتها و تفكر في الظفر باللقب مثل غيرها من المنتخبات المحترمة التي تحترم اللعبة وقيمها ومثلها التي تسمو فوق كل الأحقاد.

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار