Image

لماذا تستهدف الإمارات السعودية ، الجزائر و مصر ؟

لماذا تستهدف الإمارات السعودية ،  الجزائر و مصر ؟

■ هل سيكون هذا هو التوقيت الذي سيرد فيه محمد بن سلمان على مخططات محمد  بن زايد ؟

■ مصر بجيشها و شعبها وتاريخها لن ترضى أن تكون “مغربا جديدا” يوظفه محمد بن زايد متى وكيف يريد و في أي ملف .  

■ لماذا يستهدف محمد  بن زايد الجزائر وماذا يريد و كيف  ومتى و أين سيكون الرد  ولماذا ننتظر بيانا آخرا و أخيرا ؟ 

الجزائر الآن ـ بات من الواضح  جدا بأن دولة الإمارات العربية المتحدة تستهدف عددا  من الدول العربية الوازنة، بل الكبيرة ،وعلى رأس الدول التي تستهدفها الإمارات، السعودية ،مصر و الجزائر .

 بقراءة بسيطة للتاريخ والجغرافيا نجد بأن الإمارات تستهدف الدول العربية الكبرى بطريقة أو بأخرى .

و لا يجد المراقبون صعوبة بالغة في معرفة الأسباب التي جعلت الدولة العميقة بالإمارات و رئيسها محمد بن زايد يعلنون الحرب ضد هذه الدول الثلاث العربية الوازنة  ـ  في الكثير من الأحيان سرا  و أحيانا علنا ـ  و يلخصونها في التالي  : 

1 ـ بالنسبة للسعودية: عدم قبول الدولة العميقة للإمارات التي يقودها محمد بن زايد بالدور السعودي الفاعل الجديد  الذي يريد ولي العهد محمد بن سلمان منحه للملكة تماشيا مع رؤيته 2030 ، لأن تحقيق هذه الرؤية تعني ببساطة سحب الرياض البساط من أبوظبي أي بساط الزعامة بالمنطقة .

2 ـ بالنسبة لمصر : تريد الدولة العميقة بالإمارات أن تستنسخ نفس تجربتها مع المغرب  ، وتطبيق  قاعدة الأمر والنهي بل والسمع والطاعة .

فهدف محمد بن زايد أن يجعل مصر العربية و الشقيقة الكبرى للعرب مثلها مثل أرض الصومال الإنفصالية .

وطبعا بن زايد حاول إستغلال الأزمة المالية التي تمر بها القاهرة لفرض مخططه ، لكن الأخيرة و إن إنصاعت في عدد من الجوانب الإقتصادية التي فرضت عليها بسبب الحاجة  ، إلا أنها لازالت تقاوم في عدد من الملفات الدولية المرتبطة بأمنها القومي ، كما أنها تراعي أمور أخرى ذات بعد جيو استراتيجي  .

3 ـ بالنسبة للجزائر : محمد بن زايد كل مخططاته بالمنطقة سواء ما تعلق بالإستثمارات الخارجية أو الصفقات التجارية و العديد من  الملفات الدولية، مصالحه لا تتماشى مع رئيس جمهورية منتخب بطريقة شرعية من طرف شعبه لا يشترى بسبائك ذهبية من طرف أي كان.

هذا طبعا زيادة على أن  مخططات الدولة العميقة في الإمارات المعدة مسبقا بعضها في المخابر الصهيونية لا يمكنها أن تنفذ بأرض الشهداء وحتى ببلدان أخرى لعديد الإعتبارات التي إقتنع بها محمد بن زايد ومن معه وورائه إقتناعا تاما وذلك دون تفصيل أكثر أيضا لعدة أسباب سيأتي الوقت المناسب لذكرها  .

قد يتسائل البعض لماذا نكتب على هذا الموضوع في هذا التوقيت بالذات  وهل لبيان المجلس الأعلى للأمن الجزائري  علاقة ؟

و الإجابة نعم و لكنه ليس السبب الوحيد .

نكتب على إستهداف الإمارات للدول العربية الثلاث وهي التي وصفها تلميحا المجلس الأعلى الجزائري  للأمن بالبلد العربي الشقيق بعدما قرأت مقالة منشورة للكاتب الدكتور  هيثم الزبيدي و هو كاتب عراقي معروف  بولائه للدولة العميقة الإمارتية التي يقودها محمد بن زايد.

و زيادة على هذا بحسب المعلومات المتوفرة هو مالك “صحيفة العرب” التي بحسب عديد المصادر التي تحدثنا إليها تمولها أبوظبي ، و في كل الأحوال لن يجد القاريء صعوبة بالغة في معرفة ذلك وهو يتصفح ” العرب ” فولاؤها بين للإمارات و المغرب و الدعم السريع و أرض الصومال و حتى جيبوتي و أينما  وجدت المصلحة و المنفعة الإماراتية  .

ما يهمنا من هذا المقال أن صاحبه لا يكتب عن الهوى .

بل بحسب عدد من المصادر و الزملاء الإعلاميين الذين تحدثت إليهم خارج الوطن ،الرجل معروف بولائه المطلق للدولة الإماراتية العميقة و هو الذي سبق له أن إشتغل بصحيفة الإتحاد الإماراتية و عمل مستشارا لوزير الإعلام الليبي السابق المرحوم أحمد الصالحين  الهوني، الذي كان محسوبا على” سلطان بن زايد” ،و الذي كان في ذلك الوقت في عداء وصراع معلن مع “محمد بن زايد” على العرش.

و بعد سقوط سلطان بن زايد تم الإستحواذ على صحيفة العرب من طرف هيثم الزبيدي المحسوب على محمد بن زايد ولن نفصل أكثر لأن القصة معروفة عند عدد من المهتميين بهكذا معلومات  .

و الملاحظة  المهمة التي لفتت إنتباهي بهذا المقال الذي جاء بعنوان :” إرتباك استراتيجي مصري في البحر الأحمر ” هي:

1 ـ محاولة تأليب مصر على السعودية و إجبارها على الإختيار بين أبوظبي أو الرياض  .

2 ـ تحذير مبطن أو لنقل معلن من الإمارات  لمصر مفاده  أنها إن لم تنخرط في الدفاع عن المصالح الإماراتية ” حرب الموانىء و المنافذ البحرية ومناجم  الذهب  ” فإنها ستواجه مصيرا سيئا.

3 ـ ارسال رسائل مبطنة للسعودية ولولي عهدها محمد بن سلمان مفادها أن الدولة العميقة في الإمارات لن تقبل منافسة ولازعامة  بالمنطقة .و أن الإمارات هي الزعيمة الوحيدة بالمنطقة .وهذا معناه الكثير و الكثير دون تفصيل طبعا .

بمعنى المقال حمل رسائل تهديد مبطنة لمصر التي لازالت تقاوم بسبب إمتلاكها جيشا وطنيا لا يريد حسب  معلومات من طرف بعض الأصدقاء الإعلاميين المصريين أن يتنازل على كل سيادته  رغم الأزمة المالية التي تعاني منها البلاد و إستغلال أبوظبي ذلك .

كما حمل رسالة على الطائر إلى صاحب رؤية 2030 بالمملكة العربية السعودية و حاكمها الفعلي لأن الحديث موجه لمصر و المعني أيضا السعودية .

دولة الإمارات التي يبلغ عدد مواطنيها 665 ألف مواطن إماراتي و 8.7 مليون  أجنبي معظمهم من العمال المهاجرين تريد أن تتغلب على ضعفها الجغرافي بالصفقات التجارية  والسياسية الخبيثة على حساب أمن و وحدة  الدول الوطنية حتى ولو كانت هذه الدول  تتقاسم معها العروبة و الدين .وهو ما تفعله الآن بالسودان من خلال دعمها لقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو على حساب قائد جيش البلاد الشرعي .

وكما فعلت في ليبيا مع حفتر و الآن مع  أرض الصومال على حساب وحدة دولة الصومال  ومع المغرب على حساب الشعبين الفلسطيني و الصحراوي ومع اليمن ومع جيبوتي و مع دول أخرى و آخرها ما تفعله بدول الساحل لإستهداف الجزائر بإعتبار أن دول الساحل إمتداد للأمن القومي لبلد الشهداء . 

بحسب المعطيات الموجودة على الأرض فإننا نتوقع بيانا أشد من البيان الأخير الذي أصدره المجلس الأعلى للأمن الجزائري و الذي جاء نصه كالتالي  :
“ترأس السيد عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، اليوم الأربعاء 10 جانفي 2024، اجتماعا للمجلس الأعلى للأمن، خُصّص لدراسة الوضع العام في البلاد، والحالة الأمنية المرتبطة بدول الجوار والساحل، وفي هذا الصدد أبدى المجلس الأعلى للأمن أسفه للتصرفات العدائية المسجلة ضد الجزائر، من طرف بلد عربي شقيق”.

غير أن ذات المعطيات تجعلنا نتوقع أنه سيأتي اليوم الذي نقرأ فيه بيانا من الشقيقتين ” المملكة العربية السعودية و  مصر” أشد من البيان الجزائري و الذي سيكون موجه للإمارات و حاكمها الفعلي محمد بن زايد .

لأن ولي العهد السعودي  و الحاكم الفعلي للملكة محمد بن سلمان لن يرضى بأقل من زعامة المنطقة وهو الذي تمتلك بلاده كل المقومات لذلك من روحية ومالية وجغرافية وبشرية ،زيادة طبعا على طموحاته السياسية الشخصية الكبيرة ، وقد يكون هذا البيان بعد جلوس محمد بن سلمان على العرش .

أما بالنسبة لمصر التي أنهكتها الديون و أزمتها الإقتصادية فإن جيشها وشعبها  و تاريخها لن يسمحان مهما طال الزمن أو قصر أن تكون قاهرة المعز دمية يلعب بها محمد بن زايد يستعملها من اجل هذا الميناء أو ذاك المنجم أو المنفذ و بالتالي تتحول إلى  “مغربا جديدا” يوظفه بن زايد متى وكيف يريد و في أي ملف .  

أما الجزائر فسيكون لنا كلام آخر بعد صدور البيان القادم إن لم تراجع الدولة العميقة بالإمارات حسابها قبل فوات الأوان و لا يبدو ذلك . 

هناك حكمة تقول ” إذا نجحت في خداع أحد ، فلا تظن أنه غبي ،لكنه فقط كان يثق بك “

و النتيجة من هذه الحكمة هي أن  الإمارات لن تنجح في  خداع أحد،  لا السعودية ولا مصر و لا الجزائر لأنه لا أحد من هذه الدول الثلاث يثق بها.

ـ

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار