Image

حفيظ دراجي يكتب “للجزائرالآن”: إما طوفان الشعوب أو طوفان إسرائيل ! 

حفيظ دراجي يكتب “للجزائرالآن”: إما طوفان الشعوب أو طوفان إسرائيل ! 

الجزائرالآن _ مهما كانت مآلات الحرب على غزة سواء باحتلالها مجددا أو خروج القوات الاسرائيلية منها، وسواء استعادت السلطة الفلسطينية سيادتها عليها أو بقيت حماس هي السيدة ، فان كل المؤشرات توحي أن السابع أكتوبر كان نقطة تحول، وطوفان الأقصى سيتحول الى طوفان اسرائيلي على المنطقة برمتها، أو يجرف طوفان الشعوب حكاما وأنظمة  تعدت حدود التطبيع لدرجة الاندماج مع كيان يسعى لتحقيق مشروع اسرائيل الكبرى في ظل تخاذل عربي غير مسبوق، وتواطؤ أمريكي وغربي مفضوح سقطت أثره كل الأقنعة الغربية التي تخفي وجوها عنصرية قبيحة تدعي الدفاع عن الحرية والديموقراطية و القيم الانسانية، لكنها تخوض حربا دينية وعرقية ضد المسلمين والعرب .

طوفان الأقصى لم يكن عدوانا كما تدعيه إسرائيل وأمريكا، بل دفاعا عن النفس والأرض والعرض ، وردا على ممارسات التقتيل والتهجير والاستيطان والتدنيس الذي يمارسه الاحتلال منذ عشرات السنين ضد شعب أعزل في الضفة والقطاع والقدس وكل الأراضي الفلسطينية المحتلة، كشف عن عظمة شعب وهشاشة محتل جبان لا يؤمن بالسلام ، ولا يؤتمن لأنه نقض كل العهود والاتفاقيات والمواثيق الدولية ، ولا يتردد في الكشف عن مخططاته باقامة دولة اسرائيل الكبرى من النهر الى البحر ، كما كشف الطوفان الفلسطيني عن جبن وخذلان حكام وأنظمة عربية بلغت بها الوقاحة درجة التضامن مع الجاني والتنديد برد فعل المظلوم ، ولم تعد تخفي رغبتها في التطبيع، بل في الاندماج مع المخطط الأمريكو-اسرائيلي الذي يهدف إلى التخلص من القضية الفلسطينية.

أما طوفان اسرائيل الذي يمتد الى عقود خلت، فلن يتوقف عند قتل عشرات الآلاف وتهجير مئات الألاف واعادة احتلال غزة ، والقضاء على المقاومة الفلسطينية وإعادة تشكيل سلطة فلسطينية خاضعة، بل يتعداه الى تصفية القضية وفرض منطقه على الأمة العربية ، وهي التي كانت دوما تخون العهود وتتراجع عن معاهدات السلام، وتسعى بعدها الى تجاوز حدود التطبيع إلى درجة التطويع و الإخضاع والإذلال والاحتلال المباشر وغير المباشر الذي تظهر ملامحه كل يوم في تصريحات وممارسات مسؤولين اسرائيليين و عرب يعتقدون أن أمريكا ستحمي عروشهم من شعوبهم، دون إدراك بأن طوفان الأقصى هو خط دفاعهم الأول إذا فشل أو انهار سيجرفهم طوفان الذل والهوان ومن ثم الاحتلال بكل الأشكال.   

طوفان الشعوب يبقى أحد أهم الاحتمالات المرتقبة لقلب موازين القوى من خلال الانقلاب على حكام جبناء وأنظمة عميلة متواطئة مع أمريكا واسرائيل ، بعضها يساهم في ايصال المساعدات لإسرائيل ويخاف من إيصال الدواء والغذاء والماء للفلسطينيين الذين يموتون جوعا ، لذلك يرتقب أن يتحول طوفان الأقصى إلى طوفان للشعوب الحرة والأحزاب الوطنية ، والدعاة والعلماء والشخصيات المؤثرة رغم التضييق الذي تتعرض له حتى في منشوراتها على وسائط التواصل الاجتماعي والتي أدخلت بعضهم إلى السجون، وكممت أفواه من بقوا خارج أسوارها و اشترت ذمم البعض الأخر من الذين يبررون همجية اسرائيل ويحملون المقاومة مسؤولية الحرب وتداعياتها.

الأمة العربية صارت أمام خيارين لا ثالث لهما ، اما طوفان شعبي يشكل امتدادا لطوفان الأقصى، يعيد الكرامة ويستعيد الحق و زمام الأمور، أو طوفان اسرائيلي قادم يجرف مصر والأردن ولبنان وبعض دول المشرق ، ويزحف و يتمدد نحو غرب المنطقة العربية مثل السرطان حتى ينخر الجسم كله بحثا عن وطن بديل ، تحسبا لكل الاحتمالات التي تنذر بهزيمة نكراء في فلسطين بفعل رجال لم يستسلموا رغم الابادة التي يتعرضون لها والتدمير والتهجير الذي يعانيه الشعب الفلسطيني، والذي لن يتوقف حتى ولو توقفت الحرب على غزة ، وتوقف العدوان على رفح و تراجع الكيان عن اجتياح كل الأراضي الفلسطينية، لأن الاجتياح الكبير للأمة العربية بدأ من زمان ولن يتوقف إلا بطوفان معاكس تصنعه الشعوب. 

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار