Image

هذه أولويات الرئيس الموريتاني على رأس الاتحاد الإفريقي

هذه أولويات الرئيس الموريتاني على رأس الاتحاد الإفريقي

الجزائرالآن _ باشر الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، رئاسته الدورية للاتحاد الإفريقي مع انعقاد الدورة 37 للهيئة الإفريقية قبل أيام بالعاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، وعن هذه المهمة الجديدة، كتب محفوظ ولد السالك، المختص في الشأن الإفريقي، مقالا بموقع “مدار” الموريتاني، قال فيه أنّ أنّ ولد الغزواني في خطابه بمناسبة توليه الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي، عدد التحديات التي تواجه القارة الإفريقية، كالصراعات المسلحة والأزمات السياسية، والانقلابات العسكرية، فضلا عن إشكاليات التعليم، البطالة، الهجرة غير النظامية، ضعف الخدمات الأساسية وإشكال الأمن الغذائي.  ويحتاج التغلب على هذه الأزمات مجتمعة عقودا من العمل الإفريقي المشترك الدؤوب، وربما يشكل تنفيذ أجندة 2063 أحد السبل الأساسية نحو تجاوز الكثير من هذه الإشكالات.

وأمام واقع معقد إقليميا ودوليا، بفعل الكثير من الأزمات المستفحلة والمتداخلة، فإن من المتوقع أن يركز الرئيس ولد الغزواني على ملفات دون أخرى، في مقدمتها الملف الأمني وذلك بفعل خلفيته العسكرية، ومعرفته بالأوضاع الأمنية في المنطقة، فضلا عن الاستراتيجية الأمنية الموريتانية متعددة الأبعاد، والتي جعلت من البلاد استثناء مستقرا في محيط إقليمي مضطرب.

وفي هذا الإطار فإن الاتحاد الإفريقي قد يتجه في عهد ولد الغزواني نحو تشكيل قوات مشتركة ونشرها في المناطق الأكثر اضطرابا وتهديدا من طرف الجماعات المسلحة، فضلا عن التوجه نحو تعزيز البعد التنموي، باعتباره أحد الحلول الجوهرية لمواجهة الإشكال الأمني.

أما الملف الثاني الذي سيهتم به ولد الغزواني، فقد يكون السعي لحل الأزمات السياسية والحدودية بين البلدان، إما من خلال التدخل المباشر، أو تكليف بعض المسؤولين بالتوسط فيها.

وهنا تبرز الأزمة السودانية المتمثلة في الاقتتال الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أزيد من 10 أشهر، بعد أن فشلت كل مساعي التسوية، إقليميا عبر دول جوار السودان، ومنظمة “إيغاد”، ودوليا عبر المبادرة السعودية الأمريكية.

كما تبرز كذلك الأزمة الليبية، والتوتر الدبلوماسي بين الصومال وإثيوبيا، وبين الكونغو الديمقراطية ورواندا، وهو ما يشكل تهديدا لكامل منطقة القرن الإفريقي وشرق القارة، ويستدعي حراكا دبلوماسيا فاعلا من أجل تلافي توسعه.

وثمة ملف ثالث سيستأثر باهتمام ولد الغزواني خلال رئاسته الاتحاد الإفريقي، وهو ملف الهجرة المؤرق لإفريقيا وأوروبا، وهنا سيحاول الرئيس استثمار الاهتمام الأوروبي المتزايد بموريتانيا من أجل التعاون معها في هذا الملف، لإبرام اتفاقات وشراكات إفريقية – أوروبية، سبيلا إلى الحد من وفاة آلاف الأفارقة سنويا في عرض البحر.

وعلى الصعيد الخارجي سيسعى الرئيس إلى توسيع حضور إفريقيا دوليا، فرغم أنّها أصبحت عضوا دائما في مجموعة العشرين، فإنّها ما تزال تطمح إلى تعزيز حضورها في الهيئات القيادية للأمم المتحدة، وذلك بحصولها على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي مثلا.

وإلى جانب هذه الملفات ذات الأولوية، سيكون مهما كذلك أن يهتم الرئيس وقد أشار لذلك في خطاب تسلمه رئاسة الاتحاد الإفريقي، بالإشكال الطاقوي حيث إنّ 600 مليون إفريقي بلا كهرباء، في ظل قدرات القارة الكبيرة في مجالات الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح…

كما أن استغلال سياق الاهتمام الدولي المتزايد بالقارة الإفريقية، سيكون مهما لإبرام شراكات واتفاقيات تعاون بين إفريقيا وعديد الأطراف الدولية، من أجل إعطاء دفع قوي لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، التي تعد أكبر مشروع من نوعه منذ تأسيس منظمة التجارة العالمية عام 1995.

وبلا شك، فإن سنة واحدة لن تكون كافية لتحقيق كل هذه الإنجازات، ولكن سيكون مهما تحقيق بعضها، وقطع خطوات في بعضها الآخر، كي يكون العام الأول من العشرية الثانية من أجندة 2063، قد شهد تقدما يذكر.

وفي هذا الإطار فإنّ الأمن سيكون أكثر أولوية خلال رئاسة ولد الغزواني للاتحاد الإفريقي، وذلك بالنظر إلى السياق الإقليمي المضطرب، وأيضا لقرب حلول عام 2030 المحدد إفريقيا لإسكات صوت البنادق بالقارة، رغم أنّه لا صوت اليوم يعلو صوتها بمختلف الأرجاء الإفريقية.

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار