هكذا ستُسهم قمة الجزائر في قلب موازين القوى في مجال صناعة الغاز عالميا
الجزائرالآن_ يجمع خبراء الطاقة على أنّ قمة الجزائر (السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز)، ستحدث انقلابا كبيرا في موازين القوى في مجال صناعة الغاز عالميا.
وفي هذا الإطار، أكد الخبير الطاقوي، مهماه بوزيان، أنّ الغاز الطبيعي هو المعبر “السلس والآمن” لإحلال الطاقات المتجددة في بنية الطاقة العالمية، مبرزا دور الجزائر كدولة “رائدة” في هندسة نموذج وطني للتحول الطاقوي يقود الغاز الطبيعي قاطرته.
وأوضح الخبير، في حوار لوكالة الأنباء الجزائرية، أنّه، وأمام الأوضاع والتقلبات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية الراهنة، لا سيما آثار جائحة كورونا ثم الأزمة في أوكرانيا، والتي أثرت كثيرا في أسواق الطاقة الدولية، “يبرز الغاز الطبيعي بوصفه المعبر السلس والآمن لإحلال الطاقات المتجددة والنقية والمحايدة كربونيا في بنية الطاقة العالمية”، مؤكدا أنّ تعزيز صناعة الغاز الطبيعي هو بحد ذاته تعزيز لمسارات الانتقال الطاقوي عبر العالم.
وبعد أن ذكّر بمكانة الجزائر كأحد أهم مصدري الغاز المسال في العالم، حيث أصبحت سنة 2023 أكبر دولة إفريقية مصدرة له، فضلا عن كونها من أهم موردي للغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر الأنابيب، اعتبر الخبير أنّ الجزائر تتموقع، من هذا المنظور، “كدولة رائدة في هندسة نموذج وطني للتحول الطاقوي الذي يقود الغاز الطبيعي قاطرته”.
و من الأمثلة الدالة على ذلك، يضيف، إنشاء الجزائر للمحطة الهجينة بحاسي الرمل (غاز/طاقة شمسية) والتي اعتبرت من قبل الخبراء والهيئات الدولية المتخصصة في الطاقة كـ”نموذج رائد” للمزيج الطاقوي النظيف، ما يبرز، مرة أخرى، ضرورة التعويل على الغاز الطبيعي للعبور نحو منظومة طاقوية منخفضة الكربون.
من جهته يرى الخبير الدولي والأستاذ الزائر في اقتصاد النفط والطاقة في كلية “أي أس سي بي ” المتقدمة لإدارة الأعمال بلندن، الدكتور ممدوح سلامة أنّه من الواضح أنّ قمة منتدى الدول المصدرة للغاز في الجزائر ستشكل نقطة تحول رئيسية في تنظيم سوق الغاز العالمي. حيث تهدف إلى تحقيق استقرار في الأسواق وتوفير إمدادات مستدامة للغاز إلى العالم.
كما يؤكد الخبير في تصريحات نقلتها صحيفة “الخبر”، أنّ هدف المنتدى هو ضمان رد ممتاز للمستثمرين من الدول المنتجة، مع الحفاظ على استقرار الأسواق والحفاظ على مصالح المستهلكين.
ومن بين الأهداف المتوخاة للقمة، يأتي إقامة منظمة دولية للغاز على غرار منظمة النفط “أوبك”، التي أثبتت جدواها في ضمان استقرار سوق النفط على مدى عقود.
هذا ويرى الخبير أنّ وجود منظمة دولية للغاز سيسهم في تحقيق استقرار الأسواق وضمان مردود لأعضائها، وسيعزز دور الدول المنتجة للغاز في الساحة الدولية.
ومن المنتظر أن تناقش القمة أيضًا عدة قضايا، بما في ذلك توسيع طاقة إنتاج الغاز وتحسين كفاءة الاستخراج والإنتاج. كما سيتم بحث إنشاء منظمة دولية للغاز وتحقيق التوازن في علاقات العرض والطلب، لضمان استقرار الأسواق والأسعار.
وفي ختام المقابلة، أشار الخبير إلى أنّ قمة منتدى الدول المصدرة للغاز في الجزائر ستعزز دور البلاد في صناعة الطاقة العالمية. وستسهم في تحقيق استقرار الأسواق وتوفير إمدادات مستدامة للغاز إلى العالم، مما يجعلها نقطة تحول حاسمة في تاريخ الصناعة الطاقوية العالمية.
