Image

السفير الفرنسي الأسبق بالجزائر كزافيي دريانكور: “الجزائر همشتنا اقتصاديا وثقافيا ونحن مشلولون أمامها”

السفير الفرنسي الأسبق بالجزائر كزافيي دريانكور: “الجزائر همشتنا اقتصاديا وثقافيا ونحن مشلولون أمامها”

الجزائرالآن_ عاد السفير الفرنسي الأسبق في الجزائري، كزافيي دريانكور للحديث عن الجزائر، حيث يقدّم عبر مختلف وسائل الإعلام الفرنسية كخبير في الشأن الجزائري، على أساس المدة التي قضاها كممثل لبلاده في الجزائر العاصمة.

الحديث الجديد لكزافيي دريانكور، هو الأول له منذ الإعلان عن الزيارة المرتقبة للرئيس عبد المجيد تبون إلى باريس والمقررة نهاية شهر سبتمبر القادم، وعن هذه الزيارة اكتفى السفير الفرنسي الأسبق بالجزائر عند استضافته من طرف الصحفي أندري بيركوف، عبر إذاعة (Sud Radio) الفرنسية، بالقول أنّها أخيرا ستحدث بعد تأجيلها عدة مرات.

ولكنّه في المقابل اعتبرها فرصة لمناقشة اتفاقية 1968 بين الرئيسيين الجزائري والفرنسي، على أساس أنّه يقود حملة “يمينية” من أجل إلغائها، وعاد للحديث عن الامتيازات التي يحصل عليها الجزائريون من خلال هذه الاتفاقية، مقارنة بالمغاربة والتونسيين.

ورغم الحملة الكبيرة التي يقودها كزافيي دريانكور ضد الجزائر، لدرجة أنّه ألف كتاب بعنوان “لغز الجزائر: وقائع سفارة في الجزائر العاصمة”، هاجم فيها السلطات الجزائرية، إلا أنّه اعترف أنّه لا يوجد أي تقدّم بخصوص إمكانية إلغاء الاتفاقية، رغم مساعي العديد من السياسيين الفرنسيين في هذا الاتجاه.

وبعيدا عن مطالبه بإلغاء اتفاقية 1968، اعترف دريانكور أنّ باريس تخسر كل مصالحها في الجزائر، مؤكدا أنّ الحضور الفرنسي في شمال إفريقيا وخاصة في الجزائر تراجع بشكل كبير، ولا يختلف إطلاقا عن ما يحدث لفرنسا في كامل إفريقيا.

ورغم أنّ الديبلوماسي الفرنسي، أشار إلى أنّه لا يعرف الكثير عن المغرب، إلا أنّه أكد أنّ فرنسا موجود اقتصاديا في المغرب بشكل أفضل عن الجزائر.

وراح المتحدث يفصّل في الأمر، حيث قال: “في الجزائر تم تهميشنا اقتصاديا لأنّ الاختيار كان واضحا من قبل الحكومة الجزائرية لصالح الصين وتركيا وحتى لصالح شركائنا الأوروبيين”

وعندما أضاف الصحفي بيركوف اسم روسيا لقائمة الدول التي تتعامل معها الجزائر بشكل جيد، قال دريانكور، أنّ أهم امتياز لروسيا في المجال متعلق بالقمح، “فقد كناّ الموردين الاساسيين للقمح اللين الى الجزائر، لكن الجزائر توجهت الى روسيا في الأعوام الثلاثة الأخيرة، ووضعتنا في منافسة واضحة مع ألمانيا، إسبانيا وإيطاليا”

وأظهر الديبلوماسي الفرنسي، أنّ ما يقلقه أكثر من الجزائر، مرتبط بالعلاقة الثقافية بين البلدين، “لقد كان هناك اختيار على المستوى الثقافي اتخذته السلطات الجزائرية مقلق للغاية”

وتحدث عن اللغة الفرنسية، التي قال أنّه “بالفعل تم تهميشها في الجزائر … لقد تم تهميشنا في الجزائر بكل الأحوال”

وهنا تدخل الصحفي أندري بيركوف متسائلا عن عدم وجود أي رد واضح من السلطات الفرنسية اتجاه القرارات التي تتخذها الجزائر، وكأنّ فرنسا تقول “سنتركهم يفعلون ما يشاؤون ونكتفي بأن نقول لهم نعم..”

وفي رده، قال السفير الفرنسي الأسبق بالجزائر: “إنّ استعمال مصطلح التهميش لوصف تعامل الجزائر العاصمة مع باريس قد يكون غير لائق، والأصح أنّنا ضعفاء”، وتابع: ” على أي حال نحن مشلولون قليلا مشلولون ومذهولون من ردود الفعل الجزائرية المحتملة وردود فعل الجزائريين في فرنسا لذلك فإنّ السياسيين في فرنسا يترددون دائما في الموازنة بين الايجابيات والسلبيات وغاليا لا يقومون بأي ردة فعل مع المبادرات الجزائرية”

وضرب كزافيي دريانكور مثالا بما حدث شهر جوان الماضي، قائلا: “في شهر جوان الماضي، أثناء أعمال الشغب في فرنسا، قامت الحكومة الجزائرية، وبالضبط وزير الخارجية الجزائرية، بنشر بيان صحفي تدعو فيه فرنسا الى حماية الجالية الجزائرية في فرنسا”، معتبرا أنّ هذا يمثل نوعا من التدخل في الشؤون الداخلية، ولو “أننا فعلنا نفس الشيء في فترة الحراك بالجزائر وطلبنا من الحكومة الجزائرية حماية المواطنين الفرنسيين، لكان قد تم استدعائي وطردي على الفور”

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار