Image

الكيان الصهيوني وضع أجهزة تجسس بداخلها.. مساعدات المغرب لغزة شهادة حسن سيرة وسلوك من محمد السادس لنتنياهو

الكيان الصهيوني  وضع أجهزة تجسس بداخلها..  مساعدات المغرب  لغزة شهادة حسن سيرة وسلوك من محمد السادس لنتنياهو

الجزائر الآن _ ماتزال ردود الفعل متواصلة بخصوص المساعدات المغربية لسكان غزة والتي كانت بتنسيق تام مع سلطات الكيان الصهيوني، وهو ما جعل الكثير من المتابعين يطرحون عديد الأسئلة، عن هدف الاحتلال من تسهيل وصول “مساعدات محمد السادس” بتلك السهولة، في وقت يقوم بغلق معبر رفح وهو أقصر طريق إلى غزة، وذهب البعض الآخر للتساؤل عن الدور الذي أوكل للنظام المغربي من خلال هذه العملية.

بعيدا عن تقارير وسائل الإعلام المغربية وتلك التي تعيش بتمويل المخزن، فإنّ أغلب المحللين استهجنوا تعامل المغرب مع السلطات الصهيونية، التي استقبلت الطائرات المحملة بالمساعدات والأدوية في مطار بن غوريون قبل تحميلها إلى قطاع غزة، واعتبروا أنّ المخزن بذلك يحاول تجميل وجه الاحتلال الذي يمارس “إبادة جماعية” ضد الشعب الفلسطيني.

وذهب مؤسس مجلة “عرب تايمز”، الصحفي الأمريكي ذو الأصول الأردنية الفلسطينية، الدكتور أسامة فوزي، إلى القول أنّ محمد السادس أراد أن يمنح نتنياهو ” شهادة حسن سيرة وسلوك”.

وتوقف أسامة فوزي مطولا عند الخبر الصادر عن هيئة البث العبرية، الذي قال أنّ طائرات المساعدات الغذائية المغربية توقفت في مطار بن غوريون للتزود بالوقود قبل إقلاعها لإسقاط المساعدات بقطاع غزة، وهنا تساءل: “لماذا لا تتوجه الطائرات المغربية إلى العريش أو الأردن بدلا من مطار بن غوريون؟” وأضاف معلقا على الخبر: “ستتوقف طائرات المساعدات المغربية بمطار بن غوريون ثم تتجه لغزة، ماذا ستحمل الطائرات قبل إقلاعها من جديد من مطار بن غوريون”، ليجيب، أنّ المساعدات الأردنية تتعرض للتفتيش بالأردن، والطائرات المصرية تفتش من طرف الصهاينة بالعريش، أما الطائرات المغربية، فالأكيد، أنّ محمد السادس، قال لنتنياهو “الطائرات عندكم فتشوها كما تريدون وضعوا فيها ماتريدون!”

كما اعتبر مؤسس مجلة “عرب تايمز”، أنّ ما يقوم به النظام المغربي هو في الأساس “مزايدة”، مشيرا إلى أنّ محمد السادس يصف نفسه بأمير المؤمنين، وعليه أن يظهر بتلك الصورة أمام مؤمني غزة.

وذهب الدكتور أسامة فوزي أكثر من ذلك، عندما أكد أنّ محمد السادس منح نتنياهو شهادة “حسن سيرة وسلوك” لنتنياهو، في توقيت هام جدا، خاصة بعد انتشار أخبار تتحدث عن إمكانية إدانة محكمة العدل الدولية لرئيس الحكومة الصهيوني، بناء على تصريحات الرئيس الأمريكي نفسه، الذي يتهم نتنياهو بعرقلة وصول المساعدات.

ويضيف أسامة فوزي، أنّه بعد تلك الأخبار سارع محمد السادس، لتقديم خدمة جليلة لصديقه الصهيوني، فلا أحد يمكن أن يتهم نتنياهو بارتكاب “إبادة جماعية” عن طريق التجويع، وهو الذي استقبل طائرات المساعدات المغربية وزودها بالوقود، مشيرا إلى أنّ محامي نتنياهو سيعتمد على “الشهادة المغربية” في مختلف المحاكم الدولية للدفاع عن موكله.

وأشار المتحدث إلى أنّ من نسّق العملية هم الجنرالات والسياسيين الصهاينة، الذين كانوا وراء التطبيع، وهم في الأصل مغاربة.

■ شاحنات صهيونية لنقل المساعدات المغربية

إذا كانت بعض الصور أظهرت إنزال المساعدات المغربية عبر الجو، فإنّ تقريرا آخر لقناة “ميدي1” المغربية، وعبر مبعوثها الذي تنقل على إحدى الطائرات، أظهرت إنزال جزء من المساعدات المغربية من الطائرات بمطال تل أبيب، ليتم تحميلها بعد ذلك عبر الشاحنات إلى قطاع غزة، حسب تأكيدات الصحافي المغربي، ولكن “القناة” المغربية تفادت بث صور الشاحنات المعنية بعملية النقل، باعتبار أنّها شاحنات تابعة للكيان الصهيوني، ومكتوب عليها بالعبرية، ما يظهر وكأنّ تل أبيب هي من أرسلت المساعدات لسكان غزة، وهذا تأكيد لتصريحات الدكتور أسامة فوزي، الذي اعتبر المساعدات المغربية لسكان غزة، عبارة عن “شهادة حسن سيرة وسلوك” قدّمها محمد السادس لصديقه نتنياهو، سيستعملها في الدفاع عن نفسه أمام اتهامات “الإبادة الجماعية” التي تلاحقه.

■ هل تحمّل المساعدات المغربية أجهزة تجسس صهيونية؟

حتى وإن كان الدكتور أسامة فوزي رفض الخوض في طبيعة ما يمكن أن تحمّله السلطات الصهيونية للطائرات المغربية عندما تحط بمطار بن غوريون، وبدعم كامل من محمد السادس، إلا أنّ الكثير من المتابعين، أشاروا إلى أنّ تل أبيب وباتفاق كامل مع المخزن، قامت بتحميل أجهزة التتبع والرصد والتجسس داخل الشاحنات ووسط المساعدات، بحيث تمكنها من مسح شامل للأرض، وبالتالي تحقيق اختراقات عن طريق التجسس، خاصة أنّ الشاحنات الصهيونية المحملة بإعانات محمد السادس، ستدخل غزة عن طريق معبر كرم أبوسالم، وبالتالي يؤكد مراقبون أنّ النظام المخزني وبحكم العلاقات المتينة التي تربطه بالصهاينة، وبحكم تواجد الكثير من الجنرالات والسياسيين من أصول مغربية، هم من يديرون دولة الاحتلال، كان من الممكن أن يحصل على تصريح بإيصال المساعدات عبر معبر رفح مباشرة إلى سكان غزة، ولكنّه فضّل الأراضي المحتلة وبإشراف كامل من السلطات الصهيونية، فقط من أجل مساعدة نتنياهو وحكومته العنصرية، في إسقاط تهمة الإبادة الجماعية التي تلاحقه.

من جهة أخرى اعتبر الدكتور فوزي عملية إنزال المساعدات عبر الجو والتي تقوم بها دول التطبيع، بمثابة “ضحك على الذقون”، لأنّهم في الوقت الذي يقتلون السكان الفلسطينيين، كما يحدث مع كل عملية إنزال، هم يعملون على إنقاذ نتنياهو، الذي انقلب عليه بعض جنرالاته في “المجلس الحربي” وتبرؤوا من المجازر التي يرتكبها في قطاع غزة خوفا من الملاحقات القضائية.

كما فتح النار على دول التطبيع، التي فتحت جسرا بريا لدعم الكيان الصهيوني مشيرا إلى أنّ لولا ذاك الجسر لانهار الكيان الصهيوني في ظرف أسبوع.

■ إنزال المساعدات ما هي إلا خطة لتكريس سياسة التجويع

وبالعودة إلى تصريحات مؤسس مجلة “عرب تايمز” المثيرة، فقد شدد على أنّ المساعدات المغربية لسكان غزة، ليست أكثر من فيلم، بسيناريو مفضوح، كتبه الكيان الصهيوني ونفذه من يطلق على نفسه  “أمير المؤمنين!”

من جهته هاجم رئيس الوزراء الأردني السابق، أحمد عبيدات عملية إنزال المساعدات على سكان غزة، مشيرا إلى أنّها تعكس الخبث والدهاء العبري، الذي يلقى دعم طول التطبيع.

واعتبر عبيدات، أنّ المساعدات المقدّمة من دول التطبيع، “لن تعالج الجوع، ولكنّها تكرّس سياسة التجويع”، مؤكدا أنّ الخبراء يقولون أنّ الوجبة الغذائية يجب أن تحتوي على 150 سعرة حرارية، وهذه الكمية ستبقي من يتناولها على قيد الحياة، ولكنّها لن تمنحه الصحة والعافية، ولن تساعده أمام الظروف المناخية والبيئية المختلفة، والنتيجة أنّ المساعدات التي يتم إيصالها لسكان غزة، ستبقيهم يتنفسون فقط، وبالتالي، لا يمكن أن تقضي على أزمة الجوع التي تهدد كل سكان القطاع، وبالتالي ستتواصل “سياسة التجويع” التي يمارسها الاحتلال الصهيوني، بدعم كامل من بعض الأنظمة العربية.

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار