Image

بن جامع يواصل “الإبهار” .. أكد صدق الجزائر في الدفاع عن القضية الفلسطينية

بن جامع يواصل “الإبهار” .. أكد صدق الجزائر في الدفاع عن القضية الفلسطينية

الجزائرالآن_ مع كل اجتماع لمجلس الأمن، إلا ويخطف مندوب الجزائر الدائم، عمار بن جامع الأضواء، بتصريحاته القوية ومواقفه التي تعكس الدعم الحقيقي الذي تقدّمه الجزائر للشعب الفلسطيني داخل الهيئة الأممية، التي كانت تعيش في غيبوبة، قبل التحاق الجزائر بها كعضو غير دائم بداية من شهر جانفي الماضي.

يوم الاثنين الماضي، تبنى مجلس الأمن للمرة الأولى قرارا يدعو لوقف إطلاق النار في غزة بعد مرور أكثر من 5 أشهر على الحرب الصهيونية على القطاع، وبعد انتهاء الجلسة توجه مندوب فلسطين رياض منصور لعقد مؤتمر صحفي مشترك مع بقية مندوبي المجموعة العربية ومن بينهم مندوب الجزائر عمار بن جامع، الذي طلب منه منصور الوقوف إلى جانبه في المقدمة، فرد عليه بن جامع “أنا وراك دائما”.

والتقطت الكاميرات الحوار الذي دار بين مندوبي الجزائر وفلسطين، وبدأ ناشطون بتداوله على نطاق واسع في العالم العربي، مشيدين ببديهة بن جامع وبالروح التي سادت خلال المؤتمر الصحفي.

ووصف بعض المدونين الموقف الذي حدث بين عمار بن جامع ورياض منصور، بالموقف المشرف الذي يؤكد على دعم الجزائر المطلق للقضية الفلسطينية، والوقوف الدائم وراء أصحاب الحق في الدفاع عن أنفسهم وأرضهم.

وقال مغردون إن كلمات مندوب فلسطين وهو يبحث عن زميله الجزائري كانت مؤثرة، وإن ردّ بن جامع كان بليغا وعميقا حين قال: “أنا وراك وفي ظهرك”، بما يعنيه من وجود صديق حقيقي يحمي ظهرك عند الشدائد.

ورحب ناشطون في العالم العربي بما قامت به الجزائر في مجلس الأمن، وصولا إلى اعتماد القرار 2728.

ويطالب قرار مجلس الأمن “بوقف فوري لإطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان تحترمه الأطراف ويؤدي إلى وقف ثابت ومستدام”.

كما يدعو النص إلى “الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وضمان وصول المساعدات الإنسانية”، ويطالب “الطرفين بالامتثال لالتزاماتهما بموجب القانون الدولي بشأن جميع الأشخاص المحتجزين”.

وقال مندوب الجزائر خلال جلسة مجلس الأمن أمس إن اعتماد القرار رسالة لأهل قطاع غزة بأنّ المجموعة الدولية تشعر بآلامهم ولم تتخل عنهم.

يذكر أنّ تعليق مندوب الجزائر في الأمم المتحدة، على “الفيتو” الأمريكي، الذي أجهض مشروع القرار الجزائري المطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، يوم 21 فيفري الماضي، يعتبر من أقوى الردود التي سيخلدها التاريخ، حيث قال مندوب الجزائر وقتها: “أقول للجميع، سندفن شهداءنا هذا المساء بفلسطين، والجزائر ستعود غدًا باسم الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم، ومعنا أرواح آلاف الأبرياء التي أزهقها المحتل الإسرائيلي، ستعود الجزائر لتدق أبواب مجلس الأمن وتطالب بوقف حمام الدم في فلسطين ولن نتوقف، فلنا نفوسًا لا تمل وعزيمة لا تكل”

من هو مندوب الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة

ينتمي عمار بن جامع إلى نفس دفعة وزير الخارجية أحمد عطاف وسلفه رمطان لعمامرة، وكذلك الوزير الأسبق عبد العزيز رحابي، فقد تخرج من المدرسة الوطنية للإدارة سنة 1975 (قسم ديبلوماسية)

وقد كان أول تعيين لابن سكيكدة في عهد الرئيس الراحل  الشاذلي بن جديد، حيث شغل منصب سكرتير أول في السفارة الجزائرية بروسيا بين عامي 1980 حتى عام 1984، قبل أن يعيّن على رأس مديرية قسم الدول الشرقية في وزارة الخارجية، حتى عام 1989، ليعيّن بعد ذلك – وإلى غاية 1991 في منصب نائب المندوب الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، ثم سفيرا في إثيوبيا حيث مقر الاتحاد الإفريقي، قبل أن ينقل إلى لندن سفيرا إلى غاية العام 1996.

في منتصف التسعينيات، وعند تعيين أحمد عطاف وزيرا للخارجية، في عهد الرئيس ليامين زروال، عُيّن بن جامع في منصب أمين عام وزارة الخارجية، وقد ساهم  الرجل في الدفاع عن الجزائر التي أريد لها أن تتعرض لحصار غير معلن، ناهيك عن الأزمة الدبلوماسية الحادة مع المغرب الذي أراد نظامه الاستثمار في وضع البلاد، وقد تم في ذلك الوقت إعلان قرار غلق الحدود.

في عام 2001 عيّن بن جامع سفيرا للجزائر في طوكيو، ثم سفيرا في بروكسل ومندوب الجزائر لدى الاتحاد الأوروبي إلى غاية عام 2013، بعدما كان شغل قبل ذلك منصب مستشار مكلف بقسم التعاون الأوروبي المتوسطي. وبعمله في بروكسل، يكون بن جامع قد عمل في ثلاثة أماكن تحتضن كبرى المنظمات الدولية والإقليمية: الأمم المتحدة في نيويورك والاتحاد الإفريقي في أديس أبابا والاتحاد الأوروبي في بروكسل.

وفي عام 2013 عيّن الدبلوماسي عمار بن جامع سفيرا للجزائر في العاصمة الفرنسية باريس، لكنه لم يقض سوى ثلاث سنوات، وفي ديسمبر 2016، وبعد نحو ثماني سنوات من الإبعاد، أعلنت الجزائر في 11 أفريل 2023 عن تعيين عمار بن جامع رئيسا للبعثة الجزائرية في الأمم المتحدة خلفا لنذير العرباوي، الذي عيّن مديرا لديوان رئيس الجمهورية ثم رئيسا للحكومة.

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار