Image

النيجر تبعث برسالة صلح للجزائر

النيجر  تبعث برسالة صلح للجزائر

الجزائر الآن _ يبدو أنّ السلطات العسكرية الحاكمة في النيجر، بدأت تدرك فداحة الخطأ الذي ارتكبته بمعادات الجزائر مجانيا استجابة لضغوط واجندات بلدان خارجية ، ولهذا تسارع لتصحيح الأوضاع مبكرا قبل استفحال الأمر، وهذا ما يتضح من الخرجة الأخيرة لحكام نيامي.

حيث أسدى وزير خارجية النيجر، باكاري ياوو سانغاري، وسام استحقاق وطني برتبة “قائد” لسفير الجزائر بن خدة مهدي عقب نهاية مهمته في نيامي.

وأفاد تلفزيون النيجر، أن الوزير باكاري ياوو سانغاري أعرب عن امتنان بلاده وشعبها للخدمات التي قدمها السفير الجزائري خلال فترة مهمته بنيامي والتي دامت لعامين.

ويرى مراقبون أنّ نيامي تكون تراجعت خطوة إلى الوراء في موقفها المعادي للجزائر في الأشهر الأخيرة، حيث كانت قد افتعلت الكثير من المشاكل الوهمية مع جارتها الشمالية آخرها أزمة ترحيل المهجرين من الجزائر، وهذا بدعم من المغرب  والامارات .

وكانت الجزائر قررت تجديد جهازها الدبلوماسي في منطقة الساحل وتغيير سفرائها في أربع من دول الساحل، مالي والنيجر وبوركينافاسو والتشاد، في خطوة تستهدف تجاوز مخلّفات المرحلة الأخيرة التي عرفت فيها العلاقات الجزائرية مع دول الساحل فترات برودة نتيجة خيارات متسرعة من هذه الدول إزاء مقاربات إحلال السلام في المنطقة، وبتدخلات ودفع من أطراف إقليمية وغير إقليمية تسعى لتحقيق مصالح على حساب دول الساحل.

وتم تعيين سفير جديد في مالي، كمال رتيب، القادم من العاصمة البيروفية ليما، والذي يخلف السفير الحالي الحواس رياش، وهو تغيير فرضته التحولات الحاصلة في مالي وتداعيات أزمة دبلوماسية بين  الجزائر وبماكو، بعد قرار السلطة الانتقالية العسكرية في مالي، إلغاء اتفاق الجزائر للسلام الموقّع في الجزائر دون التشاور مع الجزائر باعتبارها الراعي الدولي للاتفاق، إضافة إلى مزاعم مالية واحتجاج بسبب استقبال الجزائر لمرجعيات دينية، على غرار الإمام محمود ديكو.

ومن شأن التجربة التي يحظى بها السفير الجديد ريتب باعتبار أنه سبق له العمل في السفارة في مالي قبل عقد من الزمن، أن تتيح توظيفها في صالح العلاقات بين البلدين.

وشملت التغيير دولة النيجر، حيث عيّن السفير الحالي في زامبيا أحمد سعدي سفيرا جديدا في العاصمة  نيامي، خلفا للسفير الحالي مهدي بن خدة الذي فرضت المتغيرات الطارئة تغييره لإعطاء فرصة اتصال جديدة مع السلطة في النيجر، ويستفيد السفير الجديد من عامل خبرة سابقة له في النيجر، حيث كان قد عمل في النيجر قبل سنوات، إضافة إلى أنّ العلاقات الجزائرية النيجيرية تجاوزت فترة برودة قصيرة نتيجة سوء فهم سياسي من جانب السلطة العسكرية القائمة في النيجر بعد الانقلاب الصيف الماضي على الرئيس محمد بازوم.

دولة أخرى في منطقة الساحل معنية بالتغييرات التي قررها الرئيس عبد المجيد تبون، ضمن نفس المقاربة السياسية والدبلوماسية، وهي بوركينافاسو، حيث عيّنت السفيرة سلمى منصوري التي تعمل في الوقت الحالي في المفوضية العليا لحقوق الإنسان في جنيف، كسفيرة للجزائر في بوركينافاسو، خلفا للسفير نجيب مهدي، وعلى الرغم من أن العلاقات الجزائرية البوركينابية لم تتأثر بالتطورات الداخلية التي حدثت في هذا البلد بعد الانقلاب وتسلم مجلس عسكري السلطة، إلا أن الترابط الحاصل في التطورات والمتغيرات بينها وبين كل من مالي والنيجر، فرضت إحداث هذا التغيير في إطار ما وصفته وزارة الشؤون الخارجية “تفعيل الجهاز الدبلوماسي وتحسين أداء العمل الدبلوماسي في ظل الرهانات الحالية”.

تعيين دبلوماسي آخر لا يخرج عن نفس السياق، إعادة تجديد الدبلوماسية الجزائرية في الساحل، وهو تعيين فيصل جاوتي سفيرا للجزائر في دولة التشاد خلفا للسفير جمال الدين بن عمر نعوم، وهي دولة تلقي التوترات القائمة فيها بضلالها وبمزيد من المشكلات في منطقة الساحل، خاصة وأنّ الحدود التشادية مع ليبيا، تشهد انفلاتا وحركة نشطة لتهريب المهاجرين وتجارة السلاح، وهي ارتدادات لا تخلو من مخاطر بالنسبة للجزائر.

وكان رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، قد قرر، مساء الثلاثاء، إجراء حركة جزئية في سلك رؤساء المراكز الدبلوماسية والقنصلية، شملت 28 سفيرا وثلاث قناصلة عامين وثلاث قناصلة. وهذا في إطار “تفعيل الجهاز الدبلوماسي وتحسين أداء العمل الدبلوماسي في ظل الرهانات الحالية وضمان تكفّل أمثل بجاليتنا الوطنية بالخارج”، مشيرا إلى أن هذه التعيينات تصبح سارية بمجرد إتمام الإجراءات التنظيمية المطلوبة.

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار