Image

فرنسا تعود لاستفزاز الجزائر من المغرب

فرنسا تعود  لاستفزاز الجزائر من المغرب

تصريحات مستفزة لوزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير من المغرب

■  قول السفير دريانكور أن الجزائر ستنهار تبين أنها” أمنية” وليست” دراسة”

■ الدليل أن  اقتصاد الجزائر خلافا لما تنبأ به دريانكور  حقق نسبة نمو ب 4،1 سنة 2023 وقفز للمرتبة الثالثة  افريقيا 

الجزائر الآن _ الوقت الذي تجري فيه التحضيرات لزيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى فرنسا بين مسؤولي البلدين، يبدون أنّ مسؤولين فرنسيين آخرين يعملون على وضع العراقيل أمام أي تقارب جزائري فرنسي، بل وأكثر من ذلك يحاولون استفزاز الجزائر، بمواضيع يدركون جيدا أنّ الجزائريين، لا يمكنهم غض الطرف عنها، وأنّهم مستعدون لمحو كل ما أنجز حتى الآن لرأب الصدع الموجود بين الجزائر وباريس، وإعادة العلاقات إلى نقطة الصفر.

ويرى متابعون أنّ خرجة وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير، لم تكن موفقة إطلاقا، عندما أبدى من الرباط استعداد باريس لتمويل بنية تحتية لنقل الكهرباء إلى الدار البيضاء من الصحراء الغربية  المحتلة.

وقال لومير أمام المشاركين في منتدى لرجال الأعمال المغاربة والفرنسيين:  “سوف تنتجون الطاقة في جهة الداخلة (الصحراء الغربية) وستحتاجون لنقلها إلى الدار البيضاء (شمال)، يتعين إذن إنشاء شبكة خطوط كهربائية لنقل هذه الطاقة… أؤكد لكم أننا مستعدون لتمويل هذه البنية التحتية”.

وسبق وزير التجارة الفرنسي فرانك ريستر زميله في الحديث عن استثمارات لبلاده في الأراضي الصحراوية المحتلة، وهذا يعني أنّ التقارب الفرنسي المغربي لا يمكن أن يكون إلا على حساب القضية الصحراوية، والواضح أنّ لا وضع الدولة المحتلة ولا نضال الصحراويين من أجل الاستقلال، يبدو أنّهما يردعان فرنسا، وهي قوة استعمارية سابقة تتحالف الآن مع الدولة المستعمرة الوحيدة في إفريقيا.

ففرنسا من خلال تصريحات وزير الاقتصاد وقبله وزير التجارة، تفتح الباب أمام دعم غير مشروط للمواقف الاستعمارية للمغرب، كما أنّ فرنسا المعروفة عبر تاريخها بتمجيد الاستعمار وهي أكبر ممثليه، أظهرت أنّها قيم الحرية والديمقراطية التي تدافع عنها، ليس إلا شعارات للاستهلاك السياسي، وأنّها مستعدة للتضحية بها من أجل تلبية مصالح اقتصادية.

والواضح أنّه كلما زاد التقارب الجزائري الفرنسي إلا وظهرت أطراف محاولة إفساد أي مصالحة، والأكيد أنّ تصريحات الوزيرين الفرنسين لومير وريستر مدروسة بشكل جيد، وتأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الجزائرية الفرنسية تحولا إيجابيا، خاصة بعد إعلان قصر الإليزي عن زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى فرنسا “بين نهاية سبتمبر” وبداية أكتوبر” 2024.

كما أنّها جاءت متزامنة مع ظهور جديد للسفير الفرنسي السابق بالجزائر، كزافيي دريانكور، الذي عاد للهجوم على الجزائر، باعتبار أنّه لا يعرف أي شيء آخر، إلا مهاجمة الجزائر والمطالبة بإلغاء اتفاقية 1968 الخاصة بالهجرة، بين الجزائر وباريس.

■ دريانكور يدعم التطبيع مع المغرب على حساب الجزائر ويكشف وجه الاختلاف بين الاستعمار الفرنسي للجزائر والمغرب

دريانكور وعلى غرار وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير ووزير التجارة فرانك ريستر، يدرك جيدا أنّ استفزاز الجزائر لا يكون إلا عن طريق المغرب، ففي الوقت الذي اختار الوزيران، العاصمة المغربية الرباط للحديث عن مشاريع يُقرأ من ورائها أطروحات فرنسية سياسية خبيثة “، كما يروج الإعلام المغربي، فإنّ السفير ربط أي تقارب مع المغرب بالقطيعة مع الجزائر.

ودافع دريانكور عن التطبيع مع المغرب على حساب الجزائر، في مقابل ما أسماه تنازلات من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للجزائر في ملف الذاكرة.

ورغم اعتراف السفير الفرنسي السابق بالجزائر، أنّ “طبيعة الوجود التاريخي لفرنسا في الجزائر والمغرب مختلفة”، مؤكدا أنّ باريس جعلت الجزائر “مقاطعة فرنسية”، في إشارة إلى أنّ الاستعمار الفرنسي، حاول سلخ الجزائريين عن عاداتهم وتقاليدهم ودينهم، والعمل على جعل الجزائر “فرنسية” بما لهذه الكلمة من معنى، ولكن دون الخوض في تفاصيل طبيعة الاستعمار الفرنسي الوحشية وما خلفته من جرائم شنيعة، إلا أنّ الأمر مختلف مع المغرب، التي كانت بالنسبة لفرنسا “محمية”، حيث احتفظت بحكامها وهو تصريح بل اعتراف لا يستدعي أي شرح .

رغم كل ذلك، يرى السفير الفرنسي السابق في حديثه عن العلاقات بين باريس والرباط، أنّ المصالح الاستراتيجية لفرنسا في المغرب أكبر منها في الجزائر باعتباره شريكا استراتيجيا في إفريقيا. وأضاف قائلا: “فرنسا لديها مصالح أكثر مع المغرب، ولو على المستوى الاقتصادي فقط، أما مع الجزائر فمصالحنا محدودة للغاية”.

وعاد ليتباكى على اختيار الجزائر الصين وتركيا وحتى ألمانيا على حساب بلاده.

■  يحاول إخفاء الحقائق ويظهر كمنّظر لليمين الفرنسي والأرقام تكذبه

في كل مرة يظهر فيه كزافيي دريانكور ويهاجم الجزائر، فإنّه يحاول  إخفاء الحقيقة، فأرقامبيزنس فرانس“، وهي الهيئة المسؤولة عن التجارة الخارجية الفرنسية، تشير إلى أنّ الجزائر تظل ثاني أكبر سوق لفرنسا في إفريقيا مع ما يقرب من 4.5 مليار اورو من الواردات سنة 2013. وقد ارتفع حجم التبادل التجاري بين الجزائر وفرنسا، بنسبة 5.3% ليصل إلى 11.8 مليار أورو في نفس السنة.

وأصبح من الواضح أنّ قراءات من يُعرف في فرنسا بأنّه خبير في العلاقات الجزائرية الفرنسية، لا تخرج عن محاولة تصوير الجزائر كقنبلة للهجرة بالنسبة لفرنسا مع إخفاء ما تستفيد منه بلاده في جانب المبادلات التجارية وحضورها الذي لا يزال قويا رغم التراجع الطبيعي، بسبب ارتفاع حجم المبادلات التجارية الجزائرية مع الصين وتركيا.

كما أنّ كل اللقاءات التي كانت لدريانكور منذ مغادرته الجزائر، تؤكد أنّه أصبح منظرا لليمين  الفرنسي في القضايا المتعلقة بالجزائر، حيث باتت كل تدخلاته لا تخرج عن دائرة التخويف من الهجرة والدعوة بكل الأشكال لإلغاء اتفاقية التنقل بين البلدين الموقعة سنة 1968. وذهب في إحدى أعمدته على صحيفة “لوفيغارو” اليمينية العام الماضي، إلى حد اعتبار أنّ الجزائر ستبقى مشكلة بالنسبة لفرنسا، فهي تنهار، حسبه وقد تجرّ باريس معها. وختم بأن الجمهورية الرابعة (أطاح بها ديغول سنة 1958) ماتت في الجزائر، فهل تستسلم الجمهورية الفرنسية الخامسة بسبب الجزائر؟ وتراجع هذا السفير لاحقا عما كتبه، قائلا إنّه بالغ في القول بأنّ الجزائر ستنهار والعكس حدث بعدما حققت الجزائر نسبة نمو  اقتصادي  بلغ 4.1% سنة2023“، و أصبحت ثالث اقتصاد افريقي متقدمة على نيجيريا   وبالتالي الأمر لا يستدعي أي تعليق على نبوءة “دريانكور” التي تبين أنها “أمنية” لمواطن فرنسي يميني متطرف يكره الجزائر وليست دراسة لرجل ديبلوماسي عمل بالجزائر

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار