Image

استقالة جهيد زفيزف لن تكفي !!

استقالة جهيد زفيزف لن تكفي !!

الجزائرالآن _كما كان متوقعا في الاوساط الجماهيرية والاعلامية في الجزائر فشل رئيس الاتحاد الجزائري جهيد زفيزف في الفوز بمقعد في المكتب التنفيذي لكرة القدم الذي عاد الى رئيس الاتحاد الليبي عبدالحكيم الشلماني ب 38 مقابل 15 صوتا في انتخابات الجمعية العمومية التي انعقدت في العاصمة الإيفوارية أبيجان، والذين سيكون دون أدنى شك مقدمة لاخفاق مرتقب في الفوز بتنظيم نهائيات كأس أمم افريقيا 2025 ، يضاف الى سلسلة اخفاقات متعاقبة للكرة الجزائرية على جميع الأصعدة منذ نهائيات كأس أمم إفريقيا التي احتضنتها الكاميرون سنة 2021 ، بالموازاة مع تساهل السلطات العمومية وتنامي مشاعر الضعف و مركب النقص في الأوساط الكروية والرياضية التي صارت مرتبطة بالإقصاء والخسارة والإخفاق والفشل على كل المستويات.

اخفاق جهيد زفيزف هذه المرة لم يكن مفاجأة رغم الدعم الذي لقيه الرجل من رئيس الاتحاد الأفريقي باتريس موتسيبي الذي أراد رد الجميل للسلطات الجزائرية من جهة، وإدخال عضو يحسب له في المكتب التنفيذي الذي يسيطر عليه المغربي فوزي لقجع ، ليتبين في نهاية المطاف أن رئيس الاتحاد الافريقي لم يعد لديه وزن كبير في الهيئة القارية ، ويتأكد أيضا أن سمعة الاتحاد الجزائري في تراجع كبير على الصعيدين القاري والدولي ، امتدادا لتراجع رهيب للكرة الجزائرية فنيا وإداريا وتنظيميا رغم احتضانها بطولة كأس أفريقيا للمحليين وبطولة كأس أمم افريقيا أقل من 17 سنة ، لكن النتائج كانت مخيبة للمنتخب الأول ومنتخب المحليين ، والمنتخبات الشبانية أقل من 23 وأقل من 19 ، و أقل من 17 سنة ، وكذا منتخب السيدات.

الاخفاق في الفوز بعضوية المكتب التنفيذي للكاف يمهد لخسارة مرتقبة للملف الجزائري المرشح للمنافسة على احتضان نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025 و 2027 ، ويمهد أيضا لنكسات أخرى للمنتخبات والأندية عشية انطلاق تصفيات كأس العالم 2026 ، ونهائيات كأس أمم إفريقيا المقررة بداية السنة المقبلة في كوت ديفوار ، اذا لم ينسحب جهيد سفيزف بعد أن يقر بفشله ويقدم اعتذراته، ثم يعلن عقد جمعية عامة استثنائية قد فيها استقالته ، على أن يحذو حذوه كل من فشل معه في مهامه سواء كانت ادارية أو فنية ، لأن القادم أصعب في ظل منظومة كروية افريقية مختطفة لن تكتفي بتحقيق الانجازات لاتحادياتها ومنتخباتها، بل تسعى بكل الطرق والوسائل الى تحطيم ما تبقى من اتحاد جزائري تعرض لتهديم ممنهج ، مثلما تعرضت المنتخبات والأندية الجزائرية الى التحطيم في جميع المسابقات القارية والدولية.

فشل زفيزف أكبر من مجرد إخفاق لرئيس اتحاد في الانتخابات، بل يشكل اخفاقا للمنظومة الكروية بأكملها، و للمنظومة السياسية التي تشرف على القطاع الرياضي، و تتدخل في تعيين مسؤولين غير قادرين على تسيير شؤون الكرة في الجزائر ، يكلفون بدورهم فنيين واداريين بمهام أكبر منهم ، في بلد يزخر بالمواهب والكفاءات والشغف الجماهيري الذي يجعل من كرة القدم أكبر من مجرد لعبة، بل قوة ناعمة تساهم في صناعة الرأي وبناء السمعة ، وتساعد على الاستقرار الاجتماعي ، كما تساهم في تحطيم معنويات الشباب عندما تتوالى الاخفاقات والسقطات والفضائح التي يتحمل مسؤوليتها أيضا من يتدخل في توجيه الجمعية العمومية للاتحادية نحو اختيار رئيسها وأعضائها و اختيار مدربي منتخباتها على أسس بعيدة عن معايير الكفاءة والجدارة.

البعض كان يعتقد أن قوة ديبلوماسية البلد الذي ينتمي إليه المرشح لعضوية المكتب التنفيذي للكاف تصنع الفارق على الصعيد القاري وتساعد على تحصيل الأصوات، لكن فوز الليبي عبدالحكيم الشلماني الذي يتخبط بلده في مشاكل سياسية وأمنية كبيرة أكد أن الأمر أبعد من أن يكون مرتبط بقوة البلد السياسية والاقتصادية و حتى العسكرية لأن الهيئات الرياضية تخضع لمعطيات لا تتحكم فيها الدول والحكومات بشكل مباشر عن طريق ديبلوماسيتها، بل تخضع لميكانيزمات وخصوصيات تتوفر في رجل قوي على مستوى الهيئة الكروية ذو كاريزما وشخصية قوية، يملك علاقات قوية في الداخل والخارج ، مع السلطة والأسرة الكروية ، يتقن فنون المناورة ولعبة الكواليس ، يحيط نفسه برجال يلتفون حول مشروع جديد.

رحيل جهيد زفيزف المرتقب لن يكفي ، مثلما رحل من سبقوه بعد فشلهم ، بل يجب تحييد العصابة التي دفعت بها الى الواجهة وكشف ممارساتها المافياوية، ثم تقييم الوضع والتخطيط لمشروع جديد ، نوفر له الامكانيات المادية والبشرية ، كما أن انتخاب رئيس جديد لن يكفي أيضا اذا لم تعتبر السلطات العمومية كرة القدم قضية وطنية و تتحمل مسؤولياتها في مرافقة الرئيس المقبل، الذي يجب أن يكون رجل دولة يخوض حربا فرضت علينا في الداخل والخارج وعلينا أن نخوضها بنفس الشراسة لأن الكرة لم تعد مجرد لعبة..

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار