Image

جنوب إفريقيا تثير “سعار” المخزن

جنوب إفريقيا تثير “سعار” المخزن

الجزائرالآن _ ماتزال زيارة المبعوث الأممي للصحراء الغربية، ستيفان دي ميستورا إلى جنوب إفريقيا تقض مضجع القصري العلوي في الرباط، فبعد “العويل” الصادر عن ممثل محمد السادس في الأمم المتحدة عمر هلال، وأبواق المخزن الإعلامية، خرج وزير الخارجية ناصر بوريطة، لينفث سمومه ضد بريتوريا.

بوريطة، الذي يصفه البعض، حتى داخل المغرب، بأنّه مجرد ظاهرة صوتية أو رجع صدى لتصريحات أسياده في تل أبيب، خرج اليوم، ليقول أنّ جنوب إفريقيا مجرد “صوت نشاز”، و”ليس لها الأهلية أو القدرة على التأثير” في  أي ملف، متناسيا أنّ هذه الدولة هي التي “جرجرت” الكيان الصهيوني إلى محكمة العدل الدولية، في وقت يرتمي فيه رئيس “لجنة القدس” في أحضان الاحتلال.

والغريب أنّ بوريطة، قال في تصريحاته تعليقا على استقبال دي ميستورا من طرف مسؤولي جنوب إفريقيا، بأنّ “لا ينبغي أن نعطي لهذا البلد أكثر من حجمه“، رغم أنّ كل العالم يعرف حجم جنوب إفريقيا، التي تعتبر رمزا لكل حركات التحرر في العالم، ويكفي أنّها أنجبت نيلسون مانديلا.

وظهر بوريطة، نهار اليوم في المؤتمر الوزاري رفيع المستوى حول البلدان متوسطة الدخل، الذي ينعقد بالرباط،  كالمجنون وهو يستعمل كلمات غير لائقة ضد بريتوريا، حين قال: “الممثل الشخصي يذهب إلى المريخ أو إلى… “، محاولا التقليل من دور جنوب إفريقيا، وقوتها على الصعيد القاري وحتى العالمي، وفي هذا الإطار، حاول إيهام من يستمعون إليه، أنّ فوز الرباط على بريتوريا في سباق رئاسة مجلس حقوق الإنسان الأممي، دليل على قوة المغرب وعدم تأثير جنوب إفريقيا، متجاهلا أنّ من منح الرباط الفوز، هي الدول الغربية، الداعمة للكيان الصهيوني، كنوع من المعاقبة لدولة جنوب إفريقيا على “جرها” تل أبيب إلى محكمة العدل الدولية.

كما حاول بوريطة كعادته الترويج، لتلك الأكاذيب التي تتحدث عن اعتراف الكثير من الدول بمغربية الصحراء وبمبادرة الحكم الذاتي، وهو ما لا تعترف به الأمم المتحدة، التي تعتبر أنّ ملف الصحراء الغربية ملف تصفية استعمار، وتطالب بضرورة تقرير مصير الشعب الصحراوي، وهو ما ترفضه المغرب، بعرقلة عمل جميع المبعوثين الأمميين إلى المنطقة، آخرهم دي ميستورا، الذي منعته السنة الماضية من زيارة المناطق المحتلة ولقاء سكانها.

“الهيجان” الذي ظهر عليه بوريطة اليوم ضد جنوب إفريقيا، لا يعكس أبدا تصريحاته ضد بريتوريا، فلو كانت بالفعل دون قيمة أو أهمية أو تأثير في ملف الصحراء الغربية، فلماذا إذن الانشغال بزيارة دي ميستورا إلى جنوب إفريقيا إلى هذه الدرجة؟ حيث سُمع “النحيب” في نيويورك، صادر عن عمر هلال، وفي الرباط من ناصر بوريطة، دون الحديث عن “الجنائز” التي تقيمها كل أبواق المخزن منذ أيام، وكان علي بوريطة وأسياده تجاهل الزيارة، والتعامل معها كمثل أي زيارة قام بها المبعوث الأممي إلى دول غربية، أم أنّ دخول جنوب إفريقيا على الخط، سيحدث فارقا يخشاه القصر العلوي.

يذكر أنّ الأمم المتحدة ردت بقوة على “بكاء” عمر هلال واعتراضه على الزيارة، بالتأكيد أنّها (الزيارة) تأتي ضمن خطط دي ميستورا بحثا عن حل للقضية، وأنّ المبعوث الأممي يحق له زيارة أي دولة يرى أنّ بإمكانها مساعدته في مسعاه.

 

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار