الاستقرار الإداري.. سر كسب ثقافة التتويجات على مستوى الفرق والمنتخبات الافريقية
الجزائر الآن – لا يعتبر تأهل فريقي الأهلي المصري والترجي التونسي، إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا، أمرا خارقا، بعدما تعودت الجماهير المتتبعة لأمجد بطولات القارة السمراء، على تواجد هذين الفريقين في الأدوار المتقدمة من المنافسات القارية في كل موسم.
كما لا يعتبر تتويج المنتخب السنغالي بكأس إفريقيا على مستوى الأكبار والشبان صدفة، وقبله تتويج المنتخب المصري بثلاثة كؤوس إفريقية ممتالية، وصعود الخضر لكأس العالم مرتين متتاليتين بعد غياب طويل، في عهد رئيس الفاف السابق محمد رورواة و كان ذلك بفضل الاستقرار الإداري لسنوات.
■ “سنغور” تبنى مشروع بالسنغال لمدة 12 سنة
يتواجد أوغستين سنغور على رأس الاتحاد السنغالي لكرة القدم، لولاية رابعة من أربع سنوات، تجدر الإشارة إلى أن سنغور، النائب الأول لرئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، ورئيس الاتحاد السنغالي، يعد من أقوى المسؤولين في كرة القدم الأفريقية حاليا، وتحت قيادته نجحت السنغال في التتويج بكأس أمم أفريقيا 2021، وكأس أمم أفريقيا للمحليين، و”كان” أقل من 20 و17 عاما.
■ الراحل سمير زاهر من 1998 إلى 2010 أربع كؤوس إفريقية
أما مع مصر فقد عاش أحسن فتراته في الفترة التي ترأس فيها الاتحاد المصري لكرة القدم، حيث عمل في هدوء رأس زاهر كمسؤول أول على مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم لسنوات طويلة، ومن إنجازاته الفوز ببطولة كأس أمم افريقيا أربع مرات منها ثلاث مرات متتالية (رقم قياسي) أعوام: 1998، 2006، 2008 و2010، وبالمركز العاشر للمنتخب المصري في تصنيف الفيفا.
■ الخضر مع روراوة عادوا للواجهة بقوة و سيطروا على القارة
أما على مستوى المنتخب الوطني، فأفضل فتراته عاشها مع الرئيس روراوة، الذي كان له الوقت الكافي لإيصال الخضر إلى أعلى قمة، ورغم فشله في التتويج بكأس إفريقيا، إلا أنه وصل لنصف نهائي هاته الكأس في 2010 بعد 20 سنة كاملة من آخر تتويج، فيما تمكن أيضا من الصعود إلى كأس العالم مرتين في 2010 و2014.
وفي عهدته توج الوفاق بدوري الأبطال، وكان لقجع تلميذا مع “الحاج رورواة “، الذي لو بقي لما ظلم الخضر في كأس إفريقيا الأخيرة، ولما وقعت حادثة القميص ذو الخريطة المزورة بالنظر إلى وزن روراوة انذاك على مستوى الكاف.
■ دعم “صادي “سيعيد للمنتخب الهيبة
ولأن رئيس الفاف الحالي وليد صادي كان يعمل كمناجيرا للخضر في عهد روراوة، فإنه كسب الخبرة، ويحتاج الدعم فقط، لإعادة الاعتبار للكرة الجزائرية، وبقاؤه لسنوات على رأس الفاف، من شأنه بنسبة كبيرة إعادة تجربة روراوة لا محالة على مستوى الكاف والفيفا لا محالة .
■ على مستوى الفرق … محمد الخطيب رئيسا للأهلي منذ 2022
يعتبر الاستقرار الإداري الذي يعيشه النادي الأهلي، سببا مباشرا في تطبيق مشروع رياضي طويل الأمد .ونفس الأمر بالنسبة للفريق التونسي، الذي لم يصل إلى أعلى هرم الكرة الإفريقية صدفة، ولكن نتيجة تخطيط إداري متقن من مسؤولين يعملون في نادي “المكشخة” لسنوات طويلة.
ولو نبحث عن رئيس الأهلي المصري، لما وجدنا صعوبة في معرفته، لأنه اسم بارز في عالم الكرة المصرية، ويعمل في نادي القرن منذ 2022، محمود الخطيب كان نائبا لرئيس السابق للأهلي .
■ رئيس “الترجي التونسي ” يطبق مشروعا منذ 2007.
ونفس الأمر بالنسبة لفريق الترجي التونسي، حمدي المؤدب الذي يرأس هذا الفريق منذ 2007، وهو ما مكنه من تطبيق مشروع يمكن هذا الفريق من البقاء في القمة في كل موسم، والنادي يتوج بالألقاب المحلية والقارية في كل موسم.
■ الفرق الجزائرية حقل تجارب للمسيرين
من بين أهم الأسباب التي جعلت الكرة الجزائرية، نادرا ما تتوج بالألقاب القارية، ما يحدث داخل أسوارها، من تغييرات على مستوى الإدارة، والضغط الذي يمارس على كل مسير حتى يرمى المنشفة، بسبب تعفن محيط الفرق، والنتيجة أن الجزائر لم تبلغ نهائي دوري الأبطال منذ قرابة العشر سنوات، وطريقة تفكير المسيرين لن تمكن أي فريق من التتويج مستقبلا، عدا تغير الذهنيات في بعض الفرق مثل اتحاد العاصمة وشباب بلوزداد.
■ المولودية تنافس على “الدوبلي” وحاج رجم مستهدف
ما يؤكد أن محيط الفرق الجزائرية متعفن، ما يحدث في فريق مولودية العاصمة، الذي يقترب من التتويج بالثنائية، ومسيره الأول، حاج رجم مستهدف من طرف بعض الأطراف بالمولودية ، وقد يتم إقالته من خطأ واحد، فيما تشير المعطيات الحالية أنه لو يسمح له بتطبيق مشروعه الرياضي، فإن المولودية قادرة على الفوز بالألقاب محليا وقاريا.
■ شباب قسنطينة تعاقب على تسييره 18 رئيس منذ 2012
فمثلا فريق شباب قسنطينة تعاقب على تسييره 18 إدارة كاملة، منذ شتاء 2012، عندما تم بيع أسهم شركته لشركة وطنية، وهو كان سببا مباشرا في تدبدب نتائجه، ولو نلاحظ ما حدث من 2016 إلى 2019، عندما توج السنافر بلقب البطولة ووصلوا إلى نصف نهائي دوري الأبطال بعد بقاء المدير الرياضي عرامة، على رأس الفريق طول تلك المدة، وعاد الفريق ليتراجع الخيبات في السنوات الأخيرة، ولم يفوز بأي لقب وحتى موسم لقبه الأول سنة 1997جاء بعد بقاء رئيسه السابق محمد بوالحبيب مدة 4 مواسم على رأس الفريق .
■ الشبيبة كانت رائدة قاريا مع المرحوم حناشي
أبرز مثال في الجزائر، عن أن الاستقرار الإداري، سببا مباشرا في التتويج بالألقاب ما كان يحدث في فريق شبيبة القبائل، مع الرئيس الراحل محمد شريف حناشي، الذي كان يفوز على الأهلي والزمالك، والفرق المغربية وتوج معه الكناري بـ3 ألقاب للكاف في ثلاث مواسم متتالية، وهذا الفريق بات ينافس على البقاء في البطولة المحلية، في السنوات الأخيرة بسبب غياب الاستقرار.
■ وفاق سطيف توج بدوري الأبطال بعد تسلم حمّار المشعل من سرار
يوجد في الجزائر، فريق وحيد توج بدوري الأبطال هو فريق وفاق سطيف في 2014، وسبب هذا التتويج، كان الاستقرار الإداري الذي عاشه أبناء الفوارة مع الرئيس سرار، الذي سلم المشغل لنائبه حسان حمّار، وبعد مغادرة هذا الأخير، لم يحصد الفريق أي لقب بسبب كثرة الإدارات التي تتعاقب على تسييره.
■ 5 ألقاب لبلوزداد مع شرف الدين عمارة
مثال آخر من الجزائر، يؤكد أن الاستقرار سبب التتوجات، ما حدث ويحدث مع شباب بلوزداد الفريق الذي كان على مشارف السقوط في 2019، ولكنه مباشرة بعد قدوم شركة مدار، وتعيين شرف الدين عمارة مديرا عاما، وبقي في منصبه ليومنا هذا، فاز الفريق العاصمي بالكأس، في نفس الموسم وتوج بلقب البطولة 4 مرات متتالية، وهو حاليا لا يزال ينافس عليها، ومتأهل لكأس الجمهورية، وبفضل الاستقرار يلعب كل موسم دوري الأبطال، وسيتأتي اليوم الذي يتوج بها بحسب المتابعين .
■ اتحاد العاصمة والفرق الجزائرية الكبيرة التي تمتلك “شركات “قادرة على الفوز بالألقاب ولكن ..
توجد بوادر خير، تؤكد أن بعض الفرق ستكون رائدة على مستوى القارة، في صورة اتحاد العاصمة، الذي توج بكأس الكاف في الموسم الماضي، ولو تنصفهه المحكمة الرياضية الدولية ، سيلعب النهائي الثاني قاريا، ولو يحافظ على استقراره، سيكون قادرا على الفوز بالألقاب القارية في قادم الأعوام بعدما يكون امتلك ثقافة التتويجات القارية ،شأنه شأن عدد من الفرق الجزائرية الكبيرة خاصة منها التي تمتلكها شركات وطنية كبيرة شريطة ان تحافظ على استقرارها الاداري .
