Image

حفيظ دراجي يكتب “للجزائرالآن”: جمعية خيرية بحجم دولة !

حفيظ دراجي يكتب “للجزائرالآن”: جمعية خيرية بحجم دولة !

الجزائرالآن_ كتبت الأسبوع الماضي في نفس المساحة عن ما قدمته دولة الجزائر للقضية الفلسطينية وشعبها، وكتبت عن مشاعر الشعب الجزائري وعقيدته التي لم تتغير عبر التاريخ وفي كل الظروف ، والتي لا يشكك فيها إلا حاقد وجاحد، واليوم أجد نفسي ملزما من باب الواجب أن أتحدث عن جهود وإنجازات جمعية البركة الجزائرية تجاه الشعب الفلسطيني على مدى عشرين عاما، وشعب غزة منذ السابع أكتوبر الماضي رغم كل الصعوبات، حيث تمكنت في صمت من تقديم ما عجزت عنه دول و منظمات وجمعيات دولية كبرى ، دون الحاجة الى دعاية أو تشهير انطلاقا من إيمانها بالقضية والعمل الخيري والواجب تجاه قضيتنا الأولى رغم كل الصعوبات والحواجز التي لم تثنيها عن فعل الخير. 

رغم القصف والدمار والحصار المفروض على المساعدات إلا أن جمعية البركة الجزائرية للعمل الخيري والإنساني تمكنت منذ السابع أكتوبر من جمع كل أنواع التبرعات ونقلها وإدخالها الى غزة عن طريق مكاتبها في شكل أموال و أدوية وأغذية وخيم وأغطية و وجبات إفطار وسحور جماعية وصلت حتى المسجد الأقصى في شهر رمضان ، و بلغت في مجملها مليون ونصف مليون قفة ، وخمسة ملايين ونصف مليون وجبة ساخنة على مدى ستة أشهر من العدوان، كان من بينها 100 ألف وجبة منذ بداية الشهر الفضيل، بغض النظر عن مايقارب من عشرين ألف خيمة واثنى عشر مأوى لأكثر من خمسة آلاف نسمة.

على مدى عشرين سنة من التفاني والعطاء قدمت الجمعية أكثر من ثلاثين مشروع لتطوير البنية التحتية في قطاع غزة من بينها خمس مستشفيات وعدد من الثانويات والمدارس ومراكز التكوين والمساجد وخمسين بئرا مجهزا بوسائل تحلية المياه بالطاقة الشمسية ، وكانت ولا تزال حاضرة في كل المواسم والمناسبات خاصة في شهر رمضان الذي وزعت فيه أكثر من 20 ألف قفة مجهزة بمختلف المواد الغذائية، و130 ألف وجبة إفطار ساخنة، و150 أضحية بمناسبة كل عيد أضحى، ورافقت أهل غزة في كل انتفاضاتها وحروبها بمساعدات وصلت الضفة الغربية وجنين وباقي البلدات الفلسطينية ، بما في ذلك المسجد الأقصى من خلال توزيع آلاف الطرود و وجبات الإفطار الجماعية   

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل تجاوزه الى درجة اقتناء وادخال 150 سيارة إسعاف قبل الحرب، على غزة،  و35 سيارة أخرى منذ بداية السنة ، وتقترب من الانتهاء من جمع زكاة الفطر عبر مختلف مكاتبها في الجزائر ، على أن يتم تحويلها الى مكتبها في القاهرة ، ومن ثم نقلها الى أبناء شعبنا في كل الأراضي الفلسطينية في صمت ودون دعاية أو تفاخر امتدادا لما تقوم به الدولة الجزائرية في السر والعلن ، البارحة واليوم وغدا ، وفي ظروف الحرب والسلم انطلاقا من عقيدة راسخة في الأوساط الرسمية والشعبية والجمعوية ، في تحد صارخ لسياسة المنع التي تمارسها اسرائيل في حق شعب أعزل لن نوفيه حقه مهما فعلنا.

 

لا أريد من خلال الحديث عن جهود جمعية البركة الجزائرية للعمل الخيري والإنساني، التشهير لجهود الجمعية بقدر ما أسعى الى تثمينها ودعمها والدعوة الى مساندتها رسميا وشعبيا لأنها تمثلنا ، وتنوب عن شعبنا ، وترافق سلطات بلدنا في إيصال مساعدات شعبنا الى غزة وتوزيعها والإشراف عليها في عين المكان بفضل المنتسبين إليها الذين يشرفون على مراكز الإيواء في غزة ورفح رغم التضييق الذي تتعرض له مكاتبها في غزة ، والصعوبات التي تجدها هنا وهناك من أطراف غيورة وأخرى جاحدة وحاسدة ، رغم أن أصحابها والمنتسبين إليها لا ينافسون أحدا ولا ينافسهم أحد في التسابق لفعل الخير ابتغاء مرضاة الله واستجابة لرغبة الجزائريين في التبرع لإخوانهم . 

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار