Image

52 دولة تحاكم الكيان الصهيوني ..أين رئيس “لجنة القدس”

52 دولة تحاكم الكيان الصهيوني ..أين رئيس “لجنة القدس”

الجزائرالآن _ سيكتب التاريخ، يوم الإثنين 19 فيفري 2024، في سجلاته التي لا تمحى، لأنّه اليوم الذي بدأت فيه المرافعات الشفهيّة داخل محكمة العدل الدولية في لاهاي، من أجل الاستماع إلى 52 دولة حول التبعات القانونيّة الناشئة عن سياسات وممارسات الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.

وما يجعل هذا اليوم تاريخيا، أنّه ولأول مرة في التاريخ يتفق هذا العدد الهائل من الدول على مساءلة كيان إرهابي، عاث في الأرض فسادا، وإذا كان التاريخ سيذكر الدول 52 بالاسم، فإنّ من يقرؤه سيتساءل ولو بعد 1000 سنة، عن غياب دولة يترأس ملكها “لجنة القدس”، التي أسست سنة 1975 بهدف  “حماية القدس من المخططات والمؤامرات الصهيونية وخطط تهويدها.”

وإذا كان غياب المغرب عن قائمة 52، لم يفاجئ الكثيرين، فمحمد السادس، الذي ورث رئاسة “لجنة القدس”، كما ورث ملك أبيه الراحل الحسن الثاني، لم يكن يجرؤ حتى إلى الدعوة لعقد جلسة لهذه اللجنة “المحنطة”،  رغم تكرر ممارسات الصهاينة الإرهابية وتدنيسهم لحرمة المسجد الأقصى واعتدائهم على نساء وأطفال فلسطين.

ولكن المثير للغرابة، أن يصل الهوان والذل “المخزني” إلى هذه الدرجة، لأنّ المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني في غزة حرّكت كل العالم، حتى اليهود في أمريكا وفرنسا وبريطانيا، نددوا بما يقوم به الإرهابي نتنياهو، ولكن “أمير المؤمنين”، لا يملك إلا أن يهمس في أذن وزير خارجيته بوريطة، فيصدر بيانات ويدلي بتصريحات “لا تسمن ولا تغني من جوع”، والأسوأ أنّ المخزن استغل “رجولة” أحفاد نيلسون مانديلا، الذين “جرجروا” الكيان الصهيوني إلى محكمة العدل الدولية، ليخطف أصوات “أصدقاء” تل أبيب، ويفوز برئاسة مجلس حقوق الإنسان، فكان “أحقر” فوز منذ خلق الإنسان.

■ بنغلاديش، بليز، غويانا .. صوتها أعلى من صوت الملك

بإلقاء نظرة على قائمة الدولة المعنية بالتدخل أمام محكمة الدولية بلاهاي، سنجد بنغلاديش، التي تعتبر أفقر دولة في العالم، ولكنّها ترفض أن ترضخ للتهديدات قبل الإغراءات، وتغمض عينيها أمام حقيقة المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني، كما توجد دولة “بليز” الذي لا يعرف الكثيرون منّا أين تقع، وحتى من يعرفها، فقد اكتشفها أول مرة قبل شهور قليلة عندما أعلنت عن طردها لسفير الكيان الصهيوني، وسنجد غويانا وجزر القمر، والكثير من الدول التي لا يمكن أن تصمد أمام أي تهديد صهيوني أو أمريكي، ولكنّها فضّلت أن تحفظ اسمها في ذاكرة التاريخ، الذي سيكتب عن ذل وهوان دولة عربية، نصّب الضعف العربي ملكها على رأس لجنة هدفها الأول المحافظة على حماية المقدسات في الأراضي المحتلة.

كما تضم القائمة دول من كل قارات العالم، فنجد إلى جانب الجزائر وجنوب إفريقيا، هولندا، بلجيكا، بوليفيا، البرازيل، كندا، الشيلي، كولومبيا، كوبا، الصين، روسيا، إيرلندا، وحتى السعودية والإمارات ومصر، وتظهر القائمة أسماء فرنسا وبريطانيا، التي ستكون تدخلاتها أقل حدة، حتى الولايات المتحدة التي قد تحاول تبرير أعمال الكيان الصهيوني، الذي فضل الهرب والغياب وعدم الاستماع إلى عشرات الأصوات التي تهاجمه، كما فضل “ملك المغرب” دس رأسه في التراب، ولكنّه قد يملك الجرأة في النهاية ويصدر بيانا عن طريق وزير خارجيته يشيد بما تحقق في محكمة العدل الدولية.

■ الأمم المتحدة تتبنى محاكمة الكيان الصهيوني

وبالعودة إلى المرافعات التي انطلقت أمس، فقد جاءت بعد طلب قدّمته الجمعية العامة للأمم المتحدة. والهدف هو الحصول على فتوى من المحكمة (رأي استشاري) حول آثار الاحتلال الصهيوني المتواصل منذ أكثر من 57 عاماً. هي إذاّ محاكمة علنية لتل أبيب، كانت مقرّرة قبل حرب غزّة، وحان موعدها.

يمتد الجدول الزمني للجلسات على مدى 6 أيام، بين 19 و26 فيفري الجاري في جلسات يومية بدأت أمس الإثنين في تمام الساعة العاشرة صباحاً بتوقيت الجزائر.  واستهلت الجلسات بالمرافعة الافتتاحية لدولة فلسطين والتي تم تخصيص اليوم كاملاً لها (3 ساعات).

وسيخصص اليوم الثاني (الثلاثاء) بتدخل جنوب إفريقيا ثم الجزائر فالسعودية، وبعد ذلك هواندا، بنغلاديش وبلجيكا، وفي المساء يتدخل ممثلو بوليفيا، البرازيل، كندا والشيلي، وسيكون آخر المتدخلين، يوم الإثنين 26 فيفري، كل من تركيا، زامبيا، جامعة الدول العربية، منظمة المؤتمر الإسلامي، الاتحاد الإفريقي، وبعد ذلك، إسبانيا، فيجي، جزر المالديف، وتختتم الجلسات.

المقالة التالية
الأخبار المتعلقة
آخر الأخبار